لزاماً عليهم أن يقدموا واحداً من كل عشرة أبناء لهم، حتى ينشأ تنشئة إسلامية في خدمة السلطان.
وكان السلطان والجيش والعلماء هم الدولة. وإذا وجه السلطان النداء، جاء كل رئيس إقطاعي ومعه قواته المجندة ليشكلوا فوق الخيالة الذين بلغ عددهم في عهد سليمان 130. 000 رجل. وكان سفير فرديناند ينظر بعين الحسد إلى أبهة تجهيزاتهم: ملابسهم المصنوعة من البروكار (الحرير المقصب) أو الحرير ذي اللون القرمزي أو الأصفر الفاتح أو الأزرق القاتم، وأطقم الخيل التي تتألق بالذهب والفضة والجواهر، فوق أحسن جياد رأتها عينا بوسبك رضي الله عنهusbeq وتكونت صفوة المشاة من أبناء الأسرى ودافعي الجزية المسيحيين الذين كانوا ينشئون على خدمة السلطان في قصره، أو في إدارة البلاد، وفوق كل شيء في الجيش، حيث كانوا يسمون الانكشارية أو العسكر الجديد. وكان مراد الأول قد أنشأ هذه الفرقة الفذة (1360)، كوسيلة لتجريد رعاياه المسيحيين من الشباب الذي يحتمل أن يكون مصدر خطر. ولم يكن عددهم كبيراً- نحو عشرين ألفاً في عهد سليمان. وكانوا يتلقون تدريباً عالياً على كل المهارات الحربية، وكان محرماً عليهم الزواج أو الاشتغال بالأعمال الاقتصادية، ويلقنون الروح العسكرية والمجد الحر والعقيدة الإسلامية، وكانوا شجعاناً في الحرب، قدر ما كانوا ساخطين قلقين وقت السلم، وجاء بعد هؤلاء الجنود المتفوقين، الميلشيا (جند الطوارئ)، وكانوا نحو مائة ألف، أشرف السباهي والانكشارية على تدريبهم وتغذيتهم بالروح العسكرية. وكانت الأسلحة المفضلة لا تزال هي القوس والنشاب والرماح، وكانت الأسلحة النارية في بداية استعمالها، وفي الاشتباكات عن قرب كانت القضبان الشائكة والسيوف القصيرة هي المفضلة. وكان الجيش والعلوم العسكرية على عهد سليمان أفضل ما في العالم من نوعهما في ذاك