(الكوزموجرافيا) فقد شرح كتاب بطلمبوس. ولم يجلس على العرش ملك مثله قط حتى اليوم. وسجل ملاحظات عن النجوم بالتعاون مع العلماء الأولين. وأسس في سمرقند كلية لا يمكن أن يوجد لها الأقاليم المتاخمة السبعة مثيل من جمالها ومكانتها وقيمتها" (29).
ولكن هذا النموذج الفريد للرعاية قتل في 1449 بيد ابن غير شرعي له. واستمرت هذه الثقافة العالية التي تميزت بها أسرة تيمور على عهد السلطان "أبو سعيد" والسلطان "حسين بن بيقره" في هراة حتى نهاية القرن الخامس عشر. وفي 1501 استولى مغول الأوزبك على سمرقند وبخارى، وفي 1510 انتزع الشاه الصفوى هراة وبابور، وفر آخر حكام أسرة تيمور إلى الهند وأسس هناك أسرة مغولية جعلت من دلهي الإسلامية بعاصمة رائعة في روعة رومه على عهد أسرة مديتشي.
1340 - 1517
بينما كان الإسلام في آسيا يعاني الغزو المتكرر والثورات، استغل سلاطين المماليك (1250 - 1517) مصر التي سادها استقرار نسبي إذ ذاك. وقضى الموت الأسود على ازدهار البلاد لفترة من الزمن، ولكن في أثناء هذه التقلبات استمر المماليك يوفقون بين الإدارة القادرة والمصالح الفنية من جهة والاختلاسات والفظائع من جهة أخرى. ومهما يكن من أمر، فإنه في 1318 بدأت بالسلطان الملك الناصر بن برقوق أسرة المماليك البرجية التي ساد عهدها الترف والدسائس والعنف والانحلال الاجتماعي، وخفضوا قيمة النقد، حتى على عادة الحكومات، وفرضوا الضرائب الباهظة على ضروريات المعيشة، وأساءوا استغلال احتكار الدولة