قصه الحضاره (صفحة 8587)

وحرر 10. 000 عبد مسيحي وكافأ جنوده الذين لم تدفع رواتبهم بإطلاق العنان لهم لنهب المدينة وذبح السكان المسلمين.

وعاد شارل إلى روما (5 أبريل سنة 1536) بعد أن ترك حاميات في بونا ولاجوليتا عودة المدافع المظفر للعالم المسيحي ضد العالم الإسلامي وملك فرنسا. وفي غضون ذلك كان فرانسيس قد جدد مطالبته بميلان، وفي مارس عام 1536 غزا دوقية سافوي لإزالة العقبة التي تعترض طريقه إلى إيطاليا. واستشاط شارل غضباً، وفي خطاب حار ألقاه أمام بول الثالث البابا الجديد ومجمع الكرادلة بأسره أخذ يعدد مرة أخرى جهوده من أجل السلام. وانتهاك الملك الفرنسي لمعاهدتي مدريد وكامبواي و "الأحلاف التي عقدها جلالته نصير المسيحية العظيم" (كما كان يسمى فرانسيس) مع أعداء الكنيسة في ألمانيا وأعداء المسيحية في تركيا وإفريقية، وأنهى خطابه بتحدي فرانسيس مرة أخرى إلى البراز قائلاً: "دعونا لا نستمر في المجازفة بسفك دماء رعايانا الأبرياء، دعونا نحسم النزاع بالنزال رجلاً أمام رجل بأي أسلحة يروقه أو يختارها. وبعد ذلك دعوا القوات المتحدة لألمانيا وإسبانيا وفرنسا تستخدم لكسر شوكة الأتراك واستئصال الهرطقة من العالم المسيحي".

كان خطاباً بارعاً لأنه أجبر البابا على أن ينحاز إلى صف الإمبراطور، ولكن أحداً لم يأخذ عرضه الخاص بالمبارزة محمل الجد، فقد كان القتال بالتفويض أسلم، وغزا شارل بروفانس (25 يوليو سنة 1536) بجيش قوامه 50. 000 رجل وكان يأمل أن يهاجم جناح الفرنسيين أو يشغلهم في سافوي بالزحف أعلى الرون. ولكن القائد آن دي مونمورانس أمر القوات الفرنسية الضعيفة بأن تحرق أثناء انسحابها كل شيء يمكن أن يتزود به جنود الإمبراطور، وسرعان ما تخلى شارل عن الحملة وكان دائماً يعوزه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015