في هذا التعيين الذي لجأ إليه لمكافأة مَن أدوا له خدمات سياسية، تأكدت الصفة الدنيوية للأسقفية. ونصت الاتفاقية البابوية السارية المفعول على أن تكون الكنيسة الجاليقية مستقلة عن البابوية وتابعة للدولة. وبهذه الوسيلة حقق فرانسيس قبل أن ينشر لوثر رسائله بعام، في الواقع، وإن لم يبد ذلك لحس الحظ في الشكل، ما كان قميناً بأن يكسبه الأمراء الألمان وهنري الثامن بالحرب أو الثورة ألا وهو تأميم المسيحية. وماذا كان في وسع الفرنسيين البروتستانت أن يقدموه لملك فرنسا أكثر من هذا؟
لقد سبق أولهم لوثر. في عام 1512 قام جاك ليفيفر، المولود في أنابل في بيكاردي والذي قام بالتدريس في جامعة باريس بعد ذلك، بنشر ترجمة لاتينية لرسائل بولس مع شرح يفسر، بين هرطقات أخرى، اثنتين منها، كانتا حريتين بأن تكونا بعد عشر سنوات متفقتين في الأساس مع لوثر وهما: "إن الناس يمكنهم أن يظفروا بالخلاص لا بالأعمال الصالحات، ولكن بالإيمان برحمة الله التي ينالونها بتضحية المسيح للتكفير عن خطايا البشر، وإن المسيح موجود في القربان المقدس بفعله وإرادته الطيبة، لا بأي تجسيد كهنوتي للخبز والنبيذ. وطالب ليفيفر مثل لوثر بالعودة إلى الإنجيل، وسعى مثل أرازموس إلى استعادة النص الصحيح للعهد الجديد، وتوضيحه كوسيلة لتطهير المسيحية من أساطير القرون الوسطى والزيادات الكهنوتية. وأصدر عام 1523 ترجمة فرنسية للتوراة وللمزامير بعد ذلك بعام. وقال في إحدى تعليقاته: "ما اشد خزينا عندما نرى أسقفاً يطلب من الناس في إلحاح أن يشربوا معه، لا هم له إلا المقامرة ... والصيد باستمرار، والتردد على البيوت سيئة السمعة (38") وأدانته السوربون وقضت بأنه هرطيق ففر إلى شتراسبورج (1525)، وتشفعت له مرجريت فاستدعاه فرانسيس وعينه أميناً للمكتبة الملكية في بلوا ومربياً لأطفاله. وفي عام 1531 عندما أغضبت أعمال البروتستانت التي تجاوزوا