الطلب ولكن فاريل الطاعن في السن، الذي يقترب من حافة القبر زجره لما بدا منه من تسامح، وصوت المجلس على أن يحرق سرفيتوس حياً (70).
ونفذ الحكم في صباح اليوم التالي يوم 27 أكتوبر عام 1553 على تل تشامبل الذي يقع مباشرة جنوبي مدينة جنيف. وفي الطريق ألح فاريل على سرفيتوس أن ينال رحمة الله بالاعتراف بجريمة الهرطقة، فأجابه الرجل المحكوم عليه، طبقاً لما رواه فاريل: "أنا لست مذنباً ولم أكن أستحق الموت، وابتهل إلى الله أن يغفر لمن اتهموه" (71). وأوثق إلى سارية بسلاسل حديدية وربط إلى جانبه كتابه الأخير. وعندما بلغت ألسنة اللهب وجهه صرخ من الألم. ومات بعد حرقه بنصف ساعة.
اتحد الكاثوليك والبروتستانت في الموافقة على الحكم. ولما أفلتت من محكمة تفتيش فيين فريستها فإنها قامت بإحراق تمثال لسرفيتوس (?). وأعرب ميلانكتون في خطاب له إلى كالفن وبولينجر عن "حمده لابن الرب" لـ "معاقبة الرجل الكافر" ووصفه عملية الإحراق بأنها "مثال يدل على الورع لا ينسى لكل الأجيال القادمة" (73). وأعلن بوسر من فوق منبره في شتراسبورج أن سرفيتوس قد استحق أن تنزع أمعاؤه ويمزق إرباً (74). ووافق بولينجر، وهو بوجه عام خير رقيق العاطفة، على أن الحكام المدنيين يجب أن يعاقبوا بالموت مَن يثبت عليه الكفر (75).
ومع ذلك فقد ارتفعت بعض الأصوات تدافع عن سرفيتوس حتى في أيام كالفن، فقد نظم صقلي قصيدة طويلة بعنوان: عز وجلe iniusto Serveti incendio، ونشر دافيد جوريس البازيلي، وهو لا معمداني، احتجاجاً ضد تنفيذ حكم الإعدام، بيد أنه وقع عليه باسم مستعار ولما اكتشفت