أورنويبه وجيوم وجيروه في الخفاء بمدينة فيين. ولم تذكر أسماؤهم ولا مكان النشر ووقع المؤلف باسم م. س. ف. ودفع كل النفقات وصحح بنفسه التجارب ثم أتلف المخطوط. ووصل المجلد إلى 734 صفحة لأنه تضمن شكلاً منقحاً من كتاب " عز وجلetrinitatis erroribus" ورسائل سرفيتوس الثلاثين إلى كالفن، وأرسل إلى بائع كتب في جنيف جانب من الألف نسخة المطبوعة. وهناك وقعت نشرة في يدي جيوم ترى وهو صديق لكالفن. وقد أوضحت الخطابات الثلاثون بجلاء لكالفن أن م. س. ف. هي الحروف الأولى من اسم ميكائيل سرفيتوس الفيلانوفي. وكتب ترى في يوم 26 فبراير عام 1553 إلى ابن عم كاثوليكي في ليون يدعى أنطوان ارني أعرب له فيها عن دهشته من أن الكاردينال فرانسو دي تورنون قد سمح بنشر كتاب مثل هذا في دائرة أسقفيته. كيف عرف ترى مكان النشر؟ لقد عرف كالفن أن سرفيتوس كان يعيش في ليون أو فيين. وعرض آرني الأمر على ماتياس أورى عضو محكمة التفتيش في ليون فأبلك أورى بذلك الكاردينال، فأصدر أمراً إلى موجيرون نائب محافظ فيين للبحث والاستقصاء. وفي يوم 16 مارس استدعى سرفيتوس إلى بيت موجيرون. وقبل أن يخضع للأمر أتلف كل الأوراق التي تثبت ذنبه. وأنكر أنه ألف الكتاب. فأرسل أرني إلى ترى يطلب منه تقديم دليل آخر على أن سرفيتوس هو مؤلف الكتاب. وحصل ترى من كالفن على بعض الخطابات التي أرسلها له سرفيتوس. وبعث بها إلى ليون. وتبين إنها تطابق عدداً من الخطابات المنشورة في الكتاب. وقبض على سرفيتوس في اليوم الرابع من أبريل، وفر بعد ثلاثة أيام بالقفز فوق سور حديقة. وفي يوم 17 يونيه أدانته المحكمة المدنية في فيين وحكمت عليه بأن يحرق حياً على نار بطيئة إذا علا عليه. وأخذ سرفيتوس يضرب على غير هدى في أنحاء فرنسا لمدة ثلاثة شهور وقرر أن يلجأ إلى نابولي وأن يذهب عن طريق جنيف، وظل في جينيف