قصه الحضاره (صفحة 8458)

كعهدهم من قبل. وتضاءلت الرتب الدينية إلى ما يعد على أصابع اليدين، ولم يكن رجال الدين من غير الرهبان أكثر عدداً، وكانوا على درجة من الانحلال والجهل، إلى حد أن بعض الكثالكة أعرضوا عنهم" (21).

وعندما توفي الدوق الكاثوليكي جورج صاحب البرتين سكاسونيا، خلفه شقيقه هنري. وكان من أتباع لوثر، وخلف موريس بدوره هنري وكان المنقذ العسكري للبروتستانتية في ألمانيا. وفي عام 1539 شيد يواقيم الثاني الأمير المختار في براندنبورج كنيسة بروتستانتية في عاصمته برلين معتزاً باستقلالها عن كل من روما وفيتنبرج. وفي عام 1542 أضيفت إلى قائمة بروتستانت دوقية كليفس وأسقفية نارمبورج بل وكرسي أسقفية ألبرخت في هال بطريقة جمعت بين الساسة والحرب كل في حينه. وفي عام 1543 روع الكونت هرمان فون فيد، كبير أساقفة كولون وأميرها المختار، روما بتحوله إلى المذهب اللوثري، وكان الزعماء اللوثريون واثقين بأنفسهم إلى حد أن لوثر وميلانكتون وآخرين أصدروا في يناير عام 1540 بياناً ينص على أن السلام لا يمكن أن يسود إلا بتخلي الإمبراطور ورجال الدين الكاثوليك عن "عبادتهم للأوثان وضلالهم". ولن يتم ذلك إلا باعتناقهم العقيدة الطاهرة، التي وردت في اقرار أوجسبورج، واستطردت الوثيقة تقول: "حتى إذا كان على البابا أن يسلم لنا بما نعتنقه من عقائد، وما نقوم به من شعائر، فإننا مضطرون إلى معاملته باعتباره ظالماً متعسفاً، منبوذاً، مادام أنه لن يتبرأ من أخطائه في ممالك أخرى". وقال لوثر: "لقد انتهى كل ما بيننا وبين البابا كما انتهى ما بيننا وبين ربه، الشيطان" (22).

ووافق شارل، أو كاد، لأنه اتخذ زمام المبادرة من البابا في أبريل عام 1540، ودعا زعماء الكاثوليك والبروتستانت في ألمانيا إلى الاجتماع في "ندوة مسيحية"، ليبحثوا مرة أخرى عن تسوية سلمية لخلافاتهم. وكتب قاصد رسولي: "ما لم يتدخل البابا بطريقة حاسمة، فإن ألمانيا بأسرها سوف تسقط في براثن البروتستانت". وفي مؤتمر تمهيدي بورمس دار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015