وفي وقت الظهيرة في اليوم الحادي والثلاثين من أكتوبر عام 1517 ألصق هذه الرسائل على الباب الرئيسي لكنيسة القصر في فيتنبرج، وفي اليوم الأول من نوفمبر في يوم عيد جميع القديسين عرضت هناك المخلفات المقدسة التي جمعها الأمير المختار، وكان من المتوقع حضور جمع غفير. ولا شك أن عملية اعلان هذه الرسائل على الجمهور، والتي قام بها مقدمها لمواجهة كل المتحدين، كانت عادة قديمة في جامعات القرون الوسطى وأن الباب الذي استخدمه لوثر في لصق هذا الاعلان به، كان قد استخدم بانتظام لوحة النشرات الأكاديمية. وقدم لهذه الرسائل بدعوة ودية تقول:
بدافع من الحب للعقيدة والرغبة في تسليط الضوء عليها سوف تناقش الآراء التالية في فيتنبرج تحت رعاية الأب الموقر مارتن لوثر، أستاذ الآداب واللاهوت المقدس والمحاضر الثبت لنفس العلم في ذلك المكان. ولهذا يرجو من هؤلاء الذين لا يستطيعون الحضور والجدال شفوياً أن يفعلوا هذا بخطاب.
وقام لوثر بترجمة هذه الرسائل إلى الألمانية ووزعها على الناس لكي يتأكد من أنه سوف تفهم على أوسع نطاق. وارسل نسخة من هذه الرسائل إلى ألبرخت كبير أساقفة ماينز بجرأة لا نظير لها، وهكذا بدأ الاصلاح الديني في جو من الرقة والورع وعن غير قصد.
ترى ما هي ظروف الوراثة والبيئة التي صاغت من راهب مغمور، في مدينة لا يتعدى سكانها ثلاثة آلاف نسمة داود الثورة الدينية؟ كان أبوه هانز رجلاً صارماً فظاً يستثار بسهولة، ومناهضاً لرجال الدين، وكانت أمه امرأة خجولاً متواضعة تكرس كثيراً من أوقاتها للصلاة، وكان كلاهما مقتصداً. وعمل هانز فلاحاً في موهرا ثم اشتغل بالتعدين في مانسفيلد، إلا أن