المادية مهد أيضاً للإصلاح الديني في ألمانيا، فطالب الأمان بوضع حد لتفق الأموال الألمانية إلى إيطاليا، أي إلى نهضة إيطاليا تمول الشعر والفن بالذهب الوارد من وراء جبال الألب.
وواكب حركة المعاداة لرجال الدين الورع بين الناس. وها هو راع أمين يكتب "إن روحاً ثائرة من الكراهية للكنيسة ورجال الدين قد تفشت بين الجماهير في مختلف أرجاء ألمانيا ... إن صيحة الموت للقساوسة "التي طالما ترددت في السر همساً أصبحت الآن كلمة السر التي تردد كل يوم". كان هذا العداء المعروف حاداً إلى درجة أن محكمة التفتيش التي ارتفع شأنها وقتذاك في إسبانيا كانت لا تكاد تجرؤ على إدانة أي أحد في ألمانيا. وصدرت كتيبات عنيفة اللهجة حافلة بالهجوم على الكنيسة، وكان رفيقاً بالكنيسة الألمانية بقدر ما كان عنيفاً على الكرسي الأسقفي الروماني.
وانضم بعض الرهبان والقساوسة إلى حملة الهجوم، وأثاروا أبرشياتهم ضد الترف الذي يعيش فيه كبار رجال الدين. وجاء الحجاج العائدون من يوبيل عام 1500 إلى ألمانيا بقصص فظيعة - ومبالغ فيها كثير من الأحيان- عن البابوات المنحلين والسموم البابوية وصخب الكرادلة وعن وثنية وخسة عامة، وأقسم كثير من الألمان أنهم سيسحقون هذا الطغيان مرة أخرى، كما حطم أسلافهم سلطان روما عام 476. وتذكر آخرون ما لقيه الإمبراطور هنري الرابع على يد البابا جريجوري السابع من إذلال في كانوسا، واعتقدوا أن الوقت قد حان للانتقام، وفي عام 1521 قال الياندر، القاصد الرسولي للبابا، محذرا ليو العاشر من ثورة وشيكة ضد الكنيسة: "إنه منذ خمس سنوات سمع من كثير من الألمان أنهم لا ينتظرون إلا أحد الحمقى، ليفتح فمه ضد روما".
وكانت آلاف العوامل والمؤثرات الكهنوتية والفكرية والعاطفية