قصه الحضاره (صفحة 8104)

كلمة "بيت لحم" التي حرقت إلى كلمة"بدلام"- مرادفة لمستشفى المجانين.

وكان الذين يثبت إصابتهم بالجذام منبوذين من المجتمع وإن كان الجذام قد اختفى أو كاد من أوربا الغربية في القرن الخامس عشر وحل محله مرض الزهري، ولعله مرحلة متطورة لمرض الزهري المعروف من قبل في فرنسا وربما كان مرضا وافدا من أمريكا وظهر أخيرا في إسبانيا عام 1493 وفي إيطاليا عام 1495 ثم انتشر انتشارا واسعاً في فرنسا حتى أطلق عليه اسم الوباء الغالي (?).

وقد اجتاح بعض المدن في ألمانيا فالتمست إعفاءها من الضرائب- وما أن أشرف القرن الخامس عشر على نهايته حتى سمعنا عن استخدام الزئبق في علاجه. وأخذ تقدم الطب في ذلك الوقت كما هو الآن يسابق بشجاعة كل مستحدث في المرض.

5 - الفلاسفة

على الرغم من أن عصر واضعي النسق قد انقضى كانت لا تزال في أوج قوتها والحق زعزعت أركان العقيدة المسيحية في القرن الرابع عشر. وانتهى تذبذب علماء اللاهوت في الفلسفة بفضل تحول في الرأي: فقد اهتم قادة الفكر مثل بوريدات بالعلم اهتماما كبيرا وبالاقتصاديات مثل أريزم وبالنظافة الكنسي مثل نيكولاس الكوزي وبالسياسة مثل بيير ديبوا ومارسيليوس البادوي. وكان هؤلاء الرجال أن أندادا في الفكر لالبرتوس ماجينوس وتوما الأكويني وسيجيردي باربان ودونس سكوتوس وظلت فلسفة الكلام-كمنهج للجدل والعرض وكمحاولة لإظهار ارتباط العقل بالإيمان-تسود الجامعات في الشمال واعتبر الأكويني قديسا عام 1323 وبعد ذلك أحس أتباعه من الدومينيكان وبخاصة في لوفين وكولونيا أن من دواعي الشرف أن يتمسكوا بعقيدة في مواجهة كل التحديات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015