في أترخت. ولكن هؤلاء الرجال كانوا قد تعلموا فن الطباعة في منيز.
وولد جوهان جوتنبرج هناك لأسرة ثرية حوالي عام 1400 واسم أبيه جتر فليش ومعناه لحم الأوزة، وآثر جوهان لقب أمه. وعاش معظم سنواته الأربعين الأولى في ستراسبورج، وبيد أنه قام هناك بتجارب في قطع الحروف المعدنية وصبها. وأصبح حوالي عام 1448 مواطناً في مينز. وفي الثاني والعشرين من أغسطس عام 1450 تعاقد مع جوهان فست، وهو صائغ غني، رهن له بمقتضى ذلك العقد، مطبعته في مقابل دين مقداره 800 جلدر، بلغ بعد ذلك 1. 600 جلدر "وربما كان جوتنبرج هو الذي طبع صك غفران، أصدره نيقولا الخامس عام 1451، ولا تزال باقية منه نسخ متعددة، تحمل أقدم تاريخ طبع وهو عام 1454. وقاضى فست جوتنبرج مطالباً إياه بسداد الدين عام 1455، فعجز عن الوفاء وتنازل عن مطبعته. واستمر فست في إدارة المؤسسة مع بيتر سكوفر، الذي استخدمه جوتنبرج صفاً للحروف. ويعتقد البعض أن سكوفر هو الذي طور وقت ذاك، الأدوات الجديدة وفن الطباعة: "مِجْوب" جامد في الصلب المنقوش لكل حرف ورقم وفاصلة، وبيت معدني لتلقي المجاوب، وقالب معدني أيضاً لصف البيوت والحروف في سطر.
وفي عام 1456، أقام جوتنبرج، بمال اقترضه مطبعة أخرى، ومنها أصدر، في تلك السنة أو التي تليها، ما اعتبر بصفة عامة أول كتاب له، مطبوع بالحروف المعدنية المتحركة، وهو النسخة المشهورة الجميلة المنسوبة لجوتنبرج من الكتاب المقدس-وهي مجلد ضخم في 1. 282 صحيفة من القطع الكبير على عمودين. وفي عام 1462 حاصرت جنود أدولف أمير ناسو، مدينة مينز، ففر الطباعون، فنشروا بذلك الفن الجديد، في أنحاء ألمانيا. ولما جاء عام 1463 كان هناك طباعون في ستراسبورج وكولونيا وبازل وأوجزبرج ونورمبرج وإلم. وأما جوتنبرج، وكان أحد الفارين، فقد أقام