قصه الحضاره (صفحة 7937)

بالخشب، التي تكسب المدن الألمانية، فتنة مشوقة توحي بجو القرون الوسطى، للعيون العصرية المثالية. وكانت "دار المجلس مركز الحياة الدينية، وهي ملتقى النقابات الكبيرة أحياناً، وقد تحمل حوائطها صوراً جدارية، وكانت أعمال الخشب فيها تحفر عادة بما عرف عن التيوتون من عزم وقوة. وللبهو الكبير في دار المجلس بمدينة نريمن (1410 - 1450) سقف من جذوع الخشب المنقوش، وسلم محوى بأعمدة وحاجز من الخشب المنقوش، وثريات مزخرفة على شكل سفن. ولقد خربت دور المجالس الآتية في الحرب العالمية الثانية: مجلس كلونيا (1360 - 1571) عقد فيه الاجتماع العام الأول للاتحاد الهنسياتي، ومجلس منستر (1335)، حيث أبرمت معاهدة وستفاليا، ومجلس برنزفيك وهي من دور القرن الرابع عشر من المجالس البلدية التي على الطراز القوطي، وفرنكفورت-على-المين (1405) حيث دعا الناخبون إمبراطوراً جديداً لتناول طعام الغداء. وفي مارينبورج، شيد أشياخ الشعب التيوتوني قصرهم الألماني الضخم (1309 - 1380). وقد واجهت دار البلدية كنيسة سيبالدس في نورمبرج، وشيدت (1340) لكي تسع جميع أعضاء ريشستاج الإمبراطورية، ثم رمم ست مرات، فلم يبقَ منه إلا القليل من طابع القرون الوسطى في الشكل. وأقام هبفرتش بارلو، وهو مثال من براج، في ميدان السوق أمام كنيسة العذراء، النبع الجميل (1361) الذي تكثر فيه تماثيل أبطال وثنيين ويهود ومسيحيين وتجسم نورمبرج في القرون الثلاثة بين عامي 1250، 1550 بتماثيلها وكنائسها وعماراتها المدنية، الروح الألماني في أوجه وكماله. وكانت طرقاتها الملتوية في أغلبها ضيقة غير مرصوفة، ومع ذلك فقد كتب بابا المستقبل بيوس الثاني عن نورمبرج.

"عندما يأتي المرء من فرانكونيا السفلي، ويرى هذه المدينة المجيدة، فإن فخامتها تبدو بحق. فإن دخلها، تأكدت مشاعره الأولى بجمال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015