قصه الحضاره (صفحة 7930)

مستقرة، وأمد الإمبراطورية كلها بجيل من الناس ينعم بسلام نسبي. وفي عام 1356، نال شهرة فيها قدر من المغالطة في التاريخ، بإصدار سلسلة من القوانين عرفت "بالنشرة البابوية الذهبية"-وإن كانت قليلاً من كثير من الوثائق تحمل الخاتم الإمبراطوري الذهبي. لعله اقتنع بأن غيابه الطويل عن ألمانيا يتطلب مثل هذا الإجراء، فقد منح الناخبين السبعة سلطات تكاد تمحو سلطة الإمبراطور. وكان على الناخبين أ، يجتمعوا سنوياً ليصدروا التشريعات الخاصة بالمملكة، والملك أو الإمبراطور، مجرد رئيس لهم ويدهم المنفذة. وكانوا في ولاياتهم يملكون السلطة القضائية الكاملة، وملكية المناجم والمعادن الكامنة في الأرض، والحق في ضرب السكة الخاصة بهم، وزيادة الدخل إلى جانب الحق المقيد في إعلان الحرب وإبرام معاهدات السلام. وكانت هذه النشرة بمثابة إقرار ثانوي للحقائق الواقعة، فحاول شارل أن نشئ بواسطتهم اتحاداً تعاونياً من الإمارات. ومع ذلك فقد شغل الناخبون بشئونهم الإقليمية، وأهملوا مسئولياتهم باعتبارهم يؤلفون مجلساً إمبراطورياً، حتى أن ألمانيا ظلت إمبراطورية بالاسم فقط. وقد هيأ الاستقلال المحلي للناخبين على هذا النحو لناخب سكسونيا أن يحمي لوثر، وما أعقب ذلك من انتشار المذهب البروتستانتي.

وحافظ شارل في شيخوخته على ولاية العهد الإمبراطوري لابنه بواسطة الرشوة بالجملة (1378) وتحلى ونسسلوس الرابع ببعض الفضائل، ولكنه كان يدمن الشراب ويحب موطنه الأصلي، فكرة الناخبون منه ذلك وخلعوه (1404). مؤثرين عليه روبرت الثالث الذي يخلف أثراً يذكر في التاريخ. واختير سيجموند أمير لكسمبورج ملكاً على المجر (1387) وهو في التاسعة عشرة من عمره، وانتخب عام 1411 ملكاً على الرومان وسرعان ما حصل على لقب الإمبراطور. وكان رجلاً ذا ملكات منوعة، جذاباً،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015