يهتمون بإطالة هذه الفترة عامدين حتى ينالوا من المال أكثر ما يستطيعون. وكان كل حكم يصدره مكتب البابوية الإداري (الكيوريا) أو كل نفع يسديه ينتظر أن يؤدي إليه عطية قيمة اعترافاً من صاحبه بما نال من نفع، وكان الحكم في بعض الأحيان يتوقف على قيمة العطية.
على أن كثيراً من هذه الضرائب البابوية لم يكن إلا وسيلة مشروعة تحصل بها على المال، والإدارة المركزية للكنيسة التي كان لها على المجتمع الأوربي سلطان أدبي أخذ يتناقص على مدى الأيام. غير أن بعض هذا المال كان يذهب ليتخم بطون رجال الدين، بل إن منه ما كان يذهب إلى جيوب الحظايا اللاتي كانت تزدحم بهن حجرات بيوت الباباوات في افنيون. وليس أدل على ذلك من هذه الرسالة التي قدمها وليام ديوراند أسقف مند إلى مجلس فينا (1311) وقد جاء فيها:
يستطاع إصلاح الكنيسة كلها إذا ما بدأت كنيسة روما بالإقلاع عن المثل السيئة التي تضربها بنفسها لغيرها من الكنائس. وهي التي تسيء إلى سمعة الناس وتكون بمثابة الوباء الذي تسري عدواه إلى جميع الناس ... ذلك أن كنيسة روما قد ساءت سمعتها في جميع الأقطار حتى أصبح الناس يعلنون في خارج روما أن جميع من تضمهم من رجال من أكبرهم مقاماً إلى أصغرهم شأناً قد امتلأت قلوبهم بالطمع والجشع ... وأن رجال الدين يضربون لجميع الشعب المسيحي أسوأ المثل في النهم، وهذا واضح لا خفاء فيه معروف في جميع الأقطار لأن رجال الدين أكثر انغماساً في الترف ... من لأمراء والملوك.
وقد رفع الأسقف الأسباني الفارو بلايو عقيرته بقوله: "إن الذئاب تسيطر على الكنيسة وتمتص دماء الشعب المسيحي". وقد ذكر إدورد الثالث ملك إنجلترا، وهو الخبير المتفنن في فرض الضرائب، كلمنت السادس بأن "خليفة الحواريين قد وكل بأن يقود غنم الرب إلى المرعى لا بأن يجز