وأننا جميعاً كسف من الظلام الحالك نتحسس الطريق لنور الشمس، وإني لا أعرف عما وراء هذه الحياة أكثر مما يعرف أقل طفل في الطرقات.
وأني لأشكر للدكتور أرثر اتهام بوب مؤسس معهد اسيه لتصحيحه بعض ما كان في الفصول الخاصة بالإسلام من أخطاء، وللدكتور جيرسن كوهين عضو حلقة الدراسات الدينية اليهودية الأمريكية مراجعته الصفحات الخاصة باليهود، ولصديقي هنري كوفمان من رجال لوس إنجليز قراءته الجزء الخاص بالموسيقى ولزوجتي عظيم مساعدتها الدائمة العظيمة وملاحظاتها القيمة عن كل صفحة طوال كدحنا متعاونين في تأليف هذا الكتاب.
وإذا ما تجمل القارئ بالصبر فسنخرج له مجلداً نختتم به هذه السلسلة وهو المجلد السابع الذي سنسميه عصر العقل، وسيظهر هذا المجلد بعد نحو خمس سنوات من هذا الوقت، وسيواصل الحديث عن قصة الحضارة إلى أيام نابليون. فإذا عرفنا من هذا العمل ودعناه وانسحبنا من الميدان شاكرين كل الشكر من حملوا بأيديهم عبء هذه المجلدات وتغاضوا عما لا يُحصى من الأغلاط في هذه المحاولة التي ينبغي بها تحليل الحاضر إلى عناصره التي ينطوي عليها الماضي. ذلك أن الحاضر ليس إلا ماضي مطوياً ينتظر من يبسطه للعمل كما أن الماضي هو الحاضر مبسوطاً لم يريد أن يفهم.
ول ديورانت
لوس أنجليز في 12 مايو سنة 1957