في تورين، ولما مات عمانوئيل (1580)، كانت دوقيته من أحسن بلاد أوربا حكما، ومن نسله كان ملوك إيطاليا الموحدة في القرن التاسع عشر.
وفي ذلك الوقت كان أندريا دوريا، الذي غدر بالفرنسيين في أنسب الأوقات فانتقل من صفوفهم إلى صفوف الأسبان، كان أندريا هذا يحتفظ بزعامته في جنوي، وكان رجال المصارف في تلك المدينة قد قدموا المال اللازم لحروب شارل الخامس، فكافأهم شارل على ذلك بأن أبقى لهم سيادتهم على المدينة لم يمسسها بسوء، ولم تنكب جنوى بقدر ما نكبت البندقية بسبب تحول التجارة من البحر المتوسط إلى المحيط الأطلنطي، فعادت مرة أخرى ثغراً عظيماً وحصناً ذا موقع حربي عزيز المنال، وشاد فيها جاليتسو أليسى البيروجي Galezzo صلى الله عليه وسلمlessi of Perugia، ووصف فاساري طريق بالبي Via رضي الله عنهalbi بأنه أفخم شوارع إيطاليا بأجمعها (?).
حسبنا هذا عن جنوي، أما ميلان فقد عين شارل الخامس فيها نائبا عنه ليحكمها بعد أن توفي فرانتشيسكو ماريا اسفوردسا آخر حكامها من هذه الأسرة في عام 1535. وكان خضوعها لشارل إيذاناً بعودة السلم إى ربوعها، فازدهرت المدينة وعمها الرخاء من جديد، وشاد أليسي فيها قصرمارينو Marino الجميل؛ وكان ليوني ليوني Leone Leoni الحفار في دار السك بميلان ينافس تشيليني في فنون النقش الصغرى على اللدائن، ولكنه لم يجد رجلا مثل تشيليني ينشر له روائع فنه، وكان أعظم من امتاز من أهل ميلان في ذلك الوقت هو سان كارلو بوروميو San Carlo رضي الله عنهorromeo الذي قام في أواخر عصر النهضة بمثل ما قام به القديس أمبروز أيام الاضمحلال في العصر القديم، وكان ينتمي إلى أسرة شريفة غنية؛ وقد عينه عمه بيوس الرابع كردنالاً وهو في سن الحادية والعشرين، وكبيراً لأساقفة ميلان في الثانية والعشرين (1560)، وأكبر الظن أنه كان وقتئذ