عليها من البهجة ما لاحد له. وتمتمت وقتئذ أن يشترك في الرقص، كي تستطيع أن تراه وتستمع إلى حديثه خيراً من ذي قبل، فقد خيل إليها أن كلامه ستفيض منه البهجة، التي تتلقاها من عينيه وهي تنظر إليه؛ ولكنه كان وقتئذ يجلس وحيداً لا يبدو عليه أي ميل للرقص. وكل ما كان يفعله هو أن يغازل الفتاة الحسناء وكل ما كانت تفكر فيه هي أن تتطلع إليه. وهكذا أخذ كلاهما ينظر إلى الآخر نظرات تلتقي خلالها أعينهما وتمتزج أشعة نظراتهما بعضها ببعض، أدركا معها في خفة أن الحب قد سرى في روحيهما، وكلما التقت أعينهما، امتلأ الهواء بزفير حبهما، وخيل إليهما أن كل ما يرغبان فيه وقتئذ هو أن يكشف كلاهما للآخر عما دب في قلبه من لهيب (27).
وخاتمة القصة عند بنديلو أدق منها عند شكسبير. فروميو عنده لا يموت قبل أن تقوم جوليت من سباتها، وهي تستيقظ قبل أن يشعر روميو بأثر السم الذي شربه حين استولى عليه اليأس بعد أن رآها ميتة في الظاهر، ويبلغ من السرور من شفائها مبلغاً ينسى معه السم، ويستمتع العاشقان بلحظات من الحب العارم، وحين يفعل السم فعله القوي، ويموت روميو، تقتل جوليت نفسها بطعنة من سيفه (?).