الفصل الثامن
1527 - 1530
فشا الطاعون في روما عام 1522 ونقص عدد سكانها إلى 55. 000، وما من شك في أن حوادث القتل، والانتحار، والهرب في أثناء الحرب قد أنقصتهم أيضاً إلى أقل من 40. 000 في عام 1527. وفي شهر يوليه من هذا العام الأخير جاء الطاعون مرة أخرى في أشد شهور العام قيضاً، وانضم إلى القحط والجحافل المخربة فأصبحت روما مدينة الرعب، والفزع، والخراب. وامتلأت الكنائس والشوارع مرة أخرى بجثث الموتى، ترك الكثير منها يتعفن في الشمس، وكانت الروائح الكريهة المنبعثة من الرمم والأقذار قوية إلى حد لم يطقه السجانون والمسجونون ففروا من أسوار القلعة إلى حجراتهم، وحتى في داخل الحصن مات الكثيرون من الوباء، وكان من بينهم خدم البابا. ولم يفرق الطاعون بين الأهلين والغزاة. فمات من الالمان 2500 في روما في 22 يوليه سنة 1527، وأهلك الزهري، والملاريا، وسوء التغذية نصف عدد الجيش.
وشرع أعداء شارل يفكرون جدياً في إنقاذ البابا. وكان هنري الثامن يخشى ألا يمنحه الحبر السجين إذناً بتطليق كترين الأرغونية، فأرسل الكردنال ولزي إلى فرنسا ليفاوض فرانسس في الوسائل التي تتبع لإطلاق سراح كلمنت، وفي أوائل شهر أغسطس عرض الملكان على شارل الصلح و 2. 000. 000 دوقة على شرط أن يطلق سراح البابا والأمراء الفرنسيين، وأن ترد الولايات البابوية إلى الكنيسة. فلما رفض شارل هذا العرض، عقد فرانسس وهنري معاهدة أمين (18 أغسطس) التي تعهدا فيها بمحاربة شارل، وما لبثت البندقية وفلورنس أن انضمتا إلى الحلف الجديد،