الفصل الثاني
1409 - 1417
كان الفلاسفة الثائرون قد وضعوا منذ قرن أو يكاد أساس " الحركة المجلسية". ذلك أن وليم الأكامي William of Occam قد احتج على القول بأن الكنيسة هي رجال الدين؛ وقال إن الكنيسة في اعتقاده هي جماعة المؤمنين، وإن الكل ذو سلطان على أي جزء من أجزائه؛ وإن في مقدور هذا الكل أن يعهد بسلطانه إلى مجلس عام يجب أن يكون له حق اختيار البابا، أو تعذيره، أو خلعه (8). وقال مرسيلوس Marsillius أحد رجال الدين في بدوا إن المجلس العام هو عقل العالم المسيحي مجتمعاً؛ ومن ذا الذي يجرؤ بمفرده على أن يضع عقله وحده فوق هذا العقل العالمي؟ وأضاف أن هذا المجلس يجب ألاّ يؤلّف من رجال الدين وحدهم، بل يجب أن يضم إليهم غير رجال الدين يخترهم الشعب نفسه؛ ويجب أن تكون مناقشاته متحررة من سيطرة البابوات (9). وطبق هنريخ فن لانجنشتين Heinrich von Langenstein أحد علماء اللاهوت في جامعة باريس هذه الآراء إلى الانشقاق البابوي في رسالة له عنوانها مجالس السلام (1381). وقال هنريخ في هذه الرسالة إنه مهما يكن من قوة المنطق في حجج البابوات الذين يؤيدون بها سلطتهم العليا المستمدة من الله نفسه، فإن أزمة قد نشأت لم يجد المنطق نفسه سبيلاً للنجاة منها، وليس ثمة وسيلة لإنقاذ الكنيسة من الفوضى التي أخذت تدك قواعدها إلاّ قيام سلطة غير البابوات، تعلو على سلطان الكرادلة، وليست هذه السلطة إلاّ سلطة المجلس العام. وقال جان جيرسن Jean Gerson مدير جامعة باريس في موعظة له ألقاها في ترسكون Tarascon أمام بندكت الثالث عشر نفسه إنه وقد عجزت قوة البابا وحده