فتصل إلى لوريتو، حيث نجد مثالاً حياً للدين القديم لا يزال يملأ قلوب الإيطاليين. فقد كان آلاف الحجاج المخلصين يهرعون في كل عام من أيام النهضة، كما يهرع آلاف منهم في هذه الأيام، لزيارة البيت المقدس Casa Santa وهو بيت يقال لهم إن مريم، ويوسف، وعيسى، كانوا يسكنونه في الناصرة، ثم نقلته الملائكة، كما تقول القصة العجيبة، بمعجزة من المعجزات إلى دلماشيا أولاً (1291)، ثم عبرت به البحر الأدرياوى (1294)، إلى أجمة من الغار قريبة من ريكاناتى Recanati. وقد أقيم حول البيت الحجري الصغير سور من الرخام من تصميم برامنتى، وأضاف إليه أندريا سانسوفينو صلى الله عليه وسلمndrea Sansovino زخارف في صورة تماثيل، ثم شيد جويليانو دا مايانو Guiliano de Maiano وجويليانو دا سانجلو Gniliauo da Sangallo (1468 وما بعدها) فوق هذا البيت كنيسة، ووضع على مذبح داخل البيت المقدس تمثال لمريم والطفل مصنوع من خشب الأرز الأسود، يقول الأتقياء الصالحون إنه من صنع الفنان لوقا الإنجيلي. ولما احترق هذا التمثال عام 1921 وضعت في مكانه صورة أخرى منه، مزينة بالجواهر والأحجار الكريمة، وتضيئه المصابيح الفضية ليلاً ونهاراً. لقد كان هذا أيضاً من أعمال النهضة.