هنري السابع في دير وستمنستر (1519). ونحت بعدئذ (1) وهو يطوف في إسبانيا طواف القلق المضطرب، تمثالاً جميلاً للعذراء والطفل كلفه به دوق أركوس صلى الله عليه وسلمrcos، ولكن الدوق لم يكافئه عليه بما يستحق، فحطم التمثال، وانتقم منه الدوق بأن اتهمه لدى محكمة التفتيش بالمروق من الدين، وحكم على ترجيانو بعقوبة شديدة، ولكنه فوت على أعدائه غرضهم بأن أضرب عن الطعام حتى مات جوعا.
ولم تشهد فلورنس في فترة من تاريخها مثل ذلك العدد الجم من الفنانين الذي شهدته في عام 1492، ولمن كثيرين منهم فروا منها بسبب ما كانت تموج به من اضطراب، وخصوا بشهرتهم أماكن غيرها؛ فذهب ليوناردو إلى ميلان، وميكل أنجيلو إلى بولونيا، وأندريا سانسوفينو صلى الله عليه وسلمndrea Sansovino إلى لشبونة وأتخذ سانسوفينو لقبه من جبل سو فينو، وأذاع شهرته إلى حد نسى معه الناس اسمه الحقيقي وهو أندريا دي دنيكو كنتوتشي صلى الله عليه وسلمndrea di عز وجلomenico Contucci. وكان أندريا ابن عامل فقير ولكنه اولع اشد الولع بالرسم وبعمل نماذج من الصلصال؛ وارسله رجل رحيم من أهل فلورنس إلى مرسم أنطونيو دل بولا يولو؛ وسرعان ما نضج الغلام فشاد في كنيسة سانتو اسبريتو معبد القربان المقدس، وصنع فيه تماثيل ونقوشا بارزة «بلغت من القوة والجودة» كما يقول فاساري «درجة لا يجد الإنسان معها أي عيب فيها»، ثم وضع أمام المعبد دريئة مصعبة من البرنز بلغت من الجمال حداً لا يسع الإنسان معه غلا أن يحبس انفاسه عند النظر إليها. ورجا جون الثاني ملك البرتغال لورندسو أن يبعث إليه بالفنان الشاب، وذهب إليه أندريا وظل عنده تسع سنين يكدح في النحت والعمارة. وعاوده الحنين إلى إيطاليا، فعاد إلى فلورنس (1500)، ولكنه سرعان ما غادرها إلى جنوى، ثم انتهى به المطاف إلى روما، وأنشأ في كنيسة سانتا ماريا دل بوبولو قبرين من الرخام - للكردنالين اسفوردسا - وبسو دلا روفيري رضي الله عنهasso delle Rovere نالا أعظم الثناء من مدينة تزدحم وقتئذ (1505 - 1507) بالعباقرة.