في إيطاليا، ولذلك كانت الخزانة البابوية تعاني عجزا دائما في إيرادها على الرغم من جميع ما فرضته من الضرائب، وأنقذ البابا يوحنا الثاني عشر تلك الخزانة بأن أدى إليها 440. 000 فلورين من أمواله الخاصة، وباع إنوسنت السادس صحافة القضية، وجواهره، وتحفه الفنية، وأضطر إربان الخامس أن يقترض 30. 000 فلورين من كرادلته، وكان جريجوري الحادي عشر عند موته مدينا بمائة وعشرين ألف فرنك.
ويقول الناقدون إن عجز مالية البابوات لا يرجع إلى النفقات المشروعة بل يرجع إلى ضروب البذخ التي كانت سائدة في بلاط البابوات وصنائعهم. فقد كان كلمنت السادس مثلا محوطاً بأقاربه من الذكور والإناث يرتدون أثمن الثياب والفراء، وبطائفة من الفرسان، والأتباع والجنود المسلحين، والقساوسة، والحجاب، ورجال التشريعات، والموسيقيين، والشعراء، والفنانين، والاطباء، والعلماء، والخياطين، والفلاسفة، والطباخين من كانوا موضع حسد الملوك. وكان هؤلاء جميعاً البالغ عددهم قرابة أربعمائة شخص يطعمون، ويكتسون، ويسكنون، ويتقاضون مرتبات من بابا مولع بالإسراف لم يعرف في يوم من الأيام ماذا يتطلبه جمع. وكان كلمنت يرى نفسه حاكما من واجه أن يقذف الرعب في قلوب رعاياه، وأن يؤثر في نفوس السفراء بضروب "الاستهلاك البادي للعيان" كما يفعل الملوك. وكان لا بد للكرادلة أيضاً، وهم مجلس الدولة الملكي وأمراء الكنيسة في الوقت عينه، أن يكون لهم ما يليق بمكانتهم وسلطانهم من مظاهر، فكانت حاشيتهم، وبطانتهم، ومآدبهم حديث أهل المدينة. ولعل الكردنال برنارد الجرفيزي رضي الله عنهernard of Garves قد جاوز في التنعم والأبهة الحد المعقول حين أستأجر واحدا وخمسين مسكنا تقيم فيها حاشيته، وفعل فعله الكردنال بطرس البنها كي Peter of رضي الله عنهanhac الذي كان في خمسة من اسطبلاته العشرة تسعة وثلاثون حصاناً من أحسن