العماد يرث عنه فنه، وكان والد تديو وثلاثة من ابناء تديو الخمسة رسامين، ذلك أن النهضة الإيطالية، كالموسيقى الألمانية، كانت تنزع إلى الانتقال في الأسر من الآباء إلى الأبناء، وقد ارتقت فيها بانتقال اصولها الفنية وتجمعها في البيوت والمفاقه (?) والمدارس. وقد بدأ باديو حياته صبياً محترفاً عند جيتو، وما وافى عام 1347 حتى كان هو حامل لواء المصورين الفلورنسيين، وكان حتى بعد أن بلغ تلك المكانة يوقع بإمضاء "تلميذ جيتو الأستاذ الجليل " تكريماً لذكرى أستاذه (35). وقد أثرى بجده في فني التصوير والعمارة ثراء استطاع به بنوه أن يكونوا من أنصار الفن.
ولدينا تحفة فنية ظلت زمناً طويلاً تعزى اليه، ولكنها الآن تعزى إلى أندريا دا فريندسي صلى الله عليه وسلمndrea da Firenze وهي تدل على أن إيطاليا في هذا القرن الأول من عصر النهضة لم تكن قد خرجت بعد من العصور الوسطى. فقد أقام الرهبان الدمنيك حوالي عام 1370 في
" كابلادجلي اسبنيولي Copella degli Spagnuoli أو معبد الاسبانيين في كنيسة سانتا ماريا نوفلا صورة يمجدون بها فيلسوفهم الشهير يُرى فيها تومس أكوناس في وضع راسخ مريح ولكنه بلغ من الخشوع حداً يحول بينه وبين الكبرياء، ويقف وقفة الظافر والزنديقان أريوس، وسابيوس، والفيلسوف أبن رشد يتمرغون تحت قدميه، ومن حوله موسى، ويوحنا المبشر الإنجيلي وغيرهم من القديسين، وقد بدأو كأنهم أتباع لهم، ومن تحتهم أربع عشرة صورة ترمز إلى سبعة علوم مطهرة وسبعة دنسة، منها نحو دوناتوس عز وجلonatus وبلاغة شيشرون، وقانون جستنيان، وهندسة إقليدس وما إليها. والفكرة التي أوحت أليها بهذه الصورة لا تزال كلها من أفكار العصور الوسطى، أما الفن وحده في تصميمه ولونه فيدل على بزوغ فجر عهد جديد من ظلمات العهد القديم. ولقد كان الانتقال تدريجياً إلى حد لم يشعر