بين ألف وجدت، أما امرأة فبين كل أولئك لم أجد ... فوجدت أمرّ من الموت المرأة التي هي شباك، وقلبها أشراك ويداها قيود، الصالح قُدّام الله ينجو منها" (251). وهو يختم استطراده في دنيا الفلسفة الغامضة بالعودة إلى نصيحة سليمان وفلتير، وهي النصيحة التي لم يعمل بها كلاهما: "ألتذ عيشاً مع المرأة التي أحببتها كل أيام حياة باطلك التي أعطاك إياها تحت الشمس" (252).
وحتى الحكمة نفسها مسألة مشكوك فيها؛ فهو يكيل لها المدح جزافاً، ولكنه يظن أن العلم إذا لم يكن بالقدر القليل كان بالغ الخطورة، فهو يقول في غير حذر: "لعمل كتب كثيرة لا نهاية، والدرس الكثير تعب للجسد" (253). وفي رأيه أنه قد يكون من الحكمة أن يسعى الإنسان للحكمة لو أن الله قد جعلها تثمر مالاً أكثر مما تثمره فعلاً: "الحكمة صالحة مثل الميراث بل أفضل لناظري الشمس" (?). فإذا لم يصحبها المال كانت شريكاً يقضي على طلابها (254). (إن الحكمة شبيهة بيهوه الذي قال لموسى: "لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش" (?)). والحكيم يموت آخر الأمر كما يموت الأبله وكلاهما ينتهي إلى جيفة نتنة.
"ووجهت قلبي للسؤال والتفتيش بالحكمة عن كل ما عمل تحت الشمس. هو عناء رديء جعلها الله لبني البشر ليعنوا فيه. رأيت كل الأعمال التي عملت تحت الشمس فإذا الكل باطل وقبض الريح ... أنا ناجيت قلبي قائلاً هأنذا قد عظمت وازددت حكمة أكثر من كل من كان قبلي على أورشليم؛ وقد رأى قلبي كثيراً من الحكمة والمعرفة؛ ووجهت قلبي لمعرفة الحكمة ولمعرفة الحماقة والجهل،