قصه الحضاره (صفحة 5542)

مقيداً بقيود كثيرة. وكانت باريس عاصمة الملك في عام 1180 مدينة ذات مبان من الخشب، وشوارع كثيرة الأوحال، وكان معنى لوتيتيا Lutetia اسمها الروماني "بلدة الوحل"، واشمأزت نفس فليب أغسطس من الروائح الكريهة المنبعثة من الشوارع المارة بجوار نهر السين، فأمر أن ترصف شوارع باريس كلها بالحجارة الصلدة (59).

وكان فليب أول ملوك ثلاثة رفعوا فرنسا في ذلك الوقت إلى مكان الزعامة الذهنية، والأدبية، والسياسية في أوربا، ولكن ملوكاً أقوياء قد سبقوه في فرنسا، منهم فليب الأول (1060 - 1108) الذي خلد اسمه في التاريخ بأنه طلق امرأته وهو في سن الأربعين وأرغم فولك Fulk كونت أنجو بأن يسلم له الكونتة برتراد رضي الله عنهertrade. ووجد القس الذي يبارك هذا الزنى ويعده زواجاً، ولكن إربان الثاني حين جاء إلى فرنسا داعياً إلى الحرب الصليبية الأولى حرم الملك. وأصر فليب على إثمه اثنتي عشرة سنة، ثم طرد بعدها برتراد ورفع عنه الحرمان، ولكنه لم يلبث أن تاب من توبته، واسترد ملكته، وسافرت معه إلى أنجو، وعلمت زوجيها أن يتصافيا، ويخيل إلينا أنها متعت كل منهما بكل ما فيها من مفاتن (60).

وتضخم جسم فليب وهو في سن الأربعين، فترك شئون الدولة الخطيرة لابنه لويس السادس (1108 - 1137)، المعروف باسم لويس البدين. لكنه كان خليقاً بخير من هذا الاسم، فقد ظل يحارب أربعاً وعشرين سنة، يحارب البارونات الذين كانوا يسلبون المسافرين وانتصر عليهم آخر الأمر؛ وقوى الملكية بأن نظم لها جيشاً قوياً، وبذل كل ما في وسعه لحماية الفلاحين، والصناع، والحكومات المحلية للمدن، وأوتي من الحكمة ما جعله يتخذ سوجر Suger رئيس الدير وزيراً له وصديقاً. وكان سوجر رئيس دير القديس دنيس عز وجلenis (1081 - 1150) ريشليو القرن الثاني عشر، دبر شئون فرنسا بحكمة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015