قصه الحضاره (صفحة 5460)

وفي غنت عام 1274، وفي هينولت Hinault عام 1292، على الرغم أن الإعدام أو النفي كان هو العقوبة التي تحكم بها على زعماء حركة الاضطراب. وقام عمال إيبر Ypres، ودويه، وغنت، وليل، وبروج، بفتنة جامعة عام 1302، وهزموا جيشاً فرنسياً عند كورتريه، وحصلوا على حق قبول ممثليهم في مجالس الحكومات البلدية ووظائفها، وألغوا القوانين الاستبدادية التي كانت ألجركية التجار تضايق بها أرباب الحرف. ولما أن نال النساجون شيئاً من السلطة إلى حين، حاولوا أن يحددوا أجور القصارين- بل أن ينقصوها- فانحاز هؤلاء إلى جانب التجار الأغنياء (124).

وسيطرت نقابات التجار الطائفية على لندن في عام 1191، وسرعان ما عرضوا بعد ذلك على الملك يوحنا أن يمدوه بقدر من المال في كل عام؛ إذا ما ألغى نقابات النساجين، ووافق الملك على هذا العرض (1200) (125). وفي عام 1194 قام رجل يدعى وليم فتزوبرت Fitzobert أو ذو اللحية الطويلة، وأخذ يخطب في الفقراء من أهل لندن منادياً بضرورة الثورة، وأصغى آلاف من الناس إلى ندائه هذا، وحاول اثنان من أثرياء المدن أن يقتلوه، ففر منهم إلى إحدى الكنائس، ولكنه أخرج منها بعد أن سلط عليه الدخان، وانتحر بأن بقر بطنه بطريقة لا تكاد تفترق في شيء عن الطريقة اليابانية. وعده أتباعه من القديسين الشهداء وعبدوه، وقدسوا التراب الذي جرى عليه دمه، واحتفظوا به (126). وإن حب الناس لربن هود الذي يسرق أموال الأشراف ورجال الدين ولكنه يشفق على الفقراء، وانتشار قصته، ليوحيان إلينا بما كان عليه شعور الطبقات بعضها نحو بعض في بريطانيا خلال القرن الثاني عشر.

وكان أشد المنازعات إثارة للأحقاد ما قام منها في إيطاليا. فقد حدث في أول الأمر أن انضم العمال إلى نقابات التجار الطائفية وقاموا معاً بسلسلة من الاضطرابات الدموية العنيفة الموجهة ضد الأشراف؛ وتم النصر للمتحالفين في هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015