قصه الحضاره (صفحة 5458)

يضاف إليها بدل انتقال وهبات في بعض الأحيان (119). لكن الأثمان كانت منخفضة بهذه النسبة عينها: فقد كان الرطل من لحم البقر يباع في إنجلترا بفارذبج 31 slash100 من الدولار)؛ وكانت الدجاجة تباع ببنس واحد (84 slash100 من الدولار)، وكان ثمن الكوارتر (?) من القمح خمسة شلنات وتسعة شلنات ونصف بنس (57. 90 دولاراً) (120). وكان العامل يبدأ عمله في مطلع الفجر وينتهي منه في غسق الليل- إلا في مساء السبت أو أيام الأعياد فكان ينتهي قبل ذلك. وكان في السنة ما يقرب من ثلاثين يوماً من أيام الأعياد، لكن الأيام التي كان يستريح فيها العامل من الكدح في إنجلترا لم تكن تزيد على ستة. وكانت ساعات العمل تزيد قليلاً على مثيلاتها في إنجلترا في القرن الثامن عشر أو التاسع عشر، ولم تكن الأجور الحقيقية (?) أسوأ منها في تلك الفترة، بل إن بعضهم ليقول إنها كانت أعلى منها (121).

وتطور النزاع بين الطبقات في أواخر القرن الثالث عشر فأصبح حرباً مسلحة بينها؛ فكان كل جيل يشهد ثورة يقوم بها الفلاحون وبخاصة في فرنسا؛ ففي عام 1251 ثار الفلاحون في فرنسا وفلاندرز على من كانوا يستبدون بهم من الملاك سواء كانوا من رجال الدين أو الدنيا. وأطلق هؤلاء على أنفسهم اسم الرعاة Pastoureux وشنوا حرباً ثورية شبيهة بالحروب الصليبية بقيادة واعظ غير مرخص معروف بلقب "سيد بلاد المجر". وزحفوا من فلاندرز واخترقوا أمين إلى باريس، وانضم إليهم في طريقهم المتذمرون من الفلاحين وصعاليك المدن حتى بلغ عددهم مائة ألف رجل أو يزيدون؛ وكانوا يحملون أعلاماً دينية، وينادون بولائهم للويس التاسع، وكان وقتئذ سجيناً عند المسلمين في مصر؛ ولكنهم كانوا مسلحين بالهروات، والخناجر، والفؤوس، والحراب، والسيوف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015