قصه الحضاره (صفحة 5407)

الرفيع "الكمبريك" Cambric واشتق الطراز المضلع في النسيج diaper من اسم مدينة إيبر (27). وكان في غنت 2300 نساج يعملون على الأنوال؛ وكان في بروفن في القرن الثالث عشر ثلاثة آلاف ومائتان (28). وكانت لأكثر من عشر مدائن في إيطالية صناعاتها الخاصة في النسيج. وتخصصت نقابة الصوف في فلورنس في القرن الثاني عشر في إنتاج البضائع الصوفية المصبوغة، كما نظمت نقابة الأقمشة في بداية القرن الثالث عشر أعمالاً واسعة النطاق لاستيراد الصوف وتصدير منسوجاته، وقبل أن يحل عام 1306 كان في فلورنس 300 مصنع للنسيج كما كان فيها عام 1336 ألف نساج (29). وكانت جنوى تنسج المخمل اللطيف والحرير ذا الخيوط الذهبية. وأخذت فينا في أواخر القرن الثالث عشر تستورد النساجين الفلمنكيين، وسرعان ما نشأت فيها صناعة للنسيج خاصة بها. وكادت إنجلترا تحتكر إنتاج الصوف في شمالي أوربا؛ وكانت ترسل معظم منسوجاتها منه إلى فلاندرز. ومن أجل هذا ارتبطت هذه البلاد بعجلتها في شئون السياسة والحرب واشتقت من اسم وورستد Worstead أسماء لأنواع مختلفة من الأقمشة الصوفية. وكانت أسبانيا تنتج نوعاً جيداً من الصوف، وكانت أغنام المرينو التي بها مصدراً من مصادر دخلها القومي.

وكان العرب قد أدخلوا إنتاج الحرير ونسجه في أسبانيا في القرن الثامن كما أدخلوها في إيطاليا في القرن التاسع، وواصلت مدائن بلنسية، وقرطاجنة، وأشبيلية، ولشبونة، وبالرمة، ذلك الفن بعد أن أضحت بلاداً مسيحية، واستقدم روجر الثاني النساجين اليونان واليهود من كورنثة وطيبة اليونانيتين إلى بالرمه في عام 1147، وأسكنها أحد قصورها، وبفضل هؤلاء الرجال وأبنائهم انتشرت تربية دودة القز في جميع أنحاء إيطاليا؛ ونظمت لوكا صناعة الحرير على نطاق رأسمالي واسع، كانت تنافسها فيها مدائن فلورنس، وميلان، وجنوى، ومودينا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015