قصه الحضاره (صفحة 5365)

أن يتحالف مع المسلمين (47)؛ وفي عام 1195 خلعه أخوه ألكسيوس الثالث صلى الله عليه وسلمlexius III وسجنه وفقأ عينيه؛ وفر ابن اسحق واسمه أيضاً ألكسيوس إلى ألمانيا، ثم جاء إلى البندقية في عام 1202، واستغاث بمجلس شيوخها وبالصليبيين أن ينقذوا أباء ويعيدوه إلى عرشه، ووعدهم في نظير هذا العمل أن تساعدهم بيزنطية في حربهم على الإسلام. وعقد دنولو والأشراف الفرنسيون مع الأمير الشاب اتفاقاً عظيم الفائدة لهم: فقد أقنعوه أن يتعهد بأداء مائتي ألف مارك فضي إلى الصليبيين، وأن يجهز جيشاً قوامه عشرة آلاف رجل للخدمة في فلسطين، وأن يخضع الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية للبابا في روما (48). ولكن البابا إنوست الثالث نهى الصليبيين على الرغم من هذه المنح السخية عن مهاجمة القسطنطينية وأنذرهم بالحرمان إذا فعلوا؛ ورفض بعض الأشراف أن يشتركوا في الحملة، ورأى قسم من الجيش أنه في حل من يمنه التي أقسمها بالاشتراك في الحملة الصليبية وعاد إلى أوطانه، ولكن فكرة الاستيلاء على أغنى مدينة في أوربا ظلت مستحوذة على الكثيرين من الصليبيين يصعب عليهم مقاومتها، ولهذا فإن الأسطول العظيم المكون من 480 سفينة أقلع في أول يوم من شهر أكتوبر عام 1202 وسط مظاهر الابتهاج والتهليل بينا كان القساوسة الواقفون عند أبراج السفن الحربية ينشدون نشيد تعال أيها الخالق الروح Veni Creator Spilritus (49) ، ووقف هذا الأسطول الضخم أمام القسطنطينية في الرابع والعشرين من شهر يونيه عام 1203. ويقول فيل هاردون في وصفها:

وأؤكد لكم أن أولئك الذين لم يروا القسطنطينية من قبل قد فتحوا عيونهم واسعة، لأنهم لم يكونوا يعتقدون أن في العالم كله مدينة في مثل هذا الثراء، حين أبصروا الأسوار الشامخة، والأبراج الضخمة التي تتألف منها، والقصور المنيفة، والكنائس العالية التي لا تحصى عددها، ولا يعتقد إنسان بوجودها إلا إذا كان قد رآها بعينيه، وعرف ما بلغته هذه المدينة سيدة المدن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015