على بيت المقدس. ووافقت البندقية بعد مساومات طويلة على أن تعد ما يلزم لنقل 4500 من الفرسان والخيول، و9000 من أتباعهم، وعشرين ألفاً من المشاة، وما يكفي هذه القوة من المؤن تسعة شهور، كل هذا في نظير 85. 000 مارك من الفضة (نحو 8. 500. 000ريال أمريكي). ورضيت أيضاً أن تمدهم بخمسين سفينة حربية بشرط أن تختص جمهورية البندقية بنصف الغنائم الحربية (43). على أن البنادقة لم يكن في عزمهم أن يهاجموا مصر، فقد كانوا يكسبون منها الملايين في كل عام بما يصدرونه إليها من الخشب، والحديد والسلاح، وباستيراد العبيد؛ ولم يكونوا يريدون أن يخاطروا بضياع هذه التجارة بالاشتراك في الحرب، أو باقتسامها مع بيزا وجنوى. ولهذا فإنهم وهم يفاوضون بمقتضاه سلامة تلك البلاد من الغزو (1201) (44). وبقول إرنول صلى الله عليه وسلمrnoul المؤرخ الإخباري المعاصر إن البندقية حصلت على رشوة كبيرة نظير تحويل الحملة الصليبية عن فلسطين (45).
وتجمعت الجيوش الجديدة في مدينة البندقية في صيف 1202. وكان من أبرز رجالها المركيز بنغاس من منت فرات، والكونت لويس من بلوا رضي الله عنهliois، والكونت بلدوين من فلاندرز، وسيمون ده منت فورت الذي يستمد شهرته من الألبجنسيين، وكان من بين أعيانها الكثيرين جيوفروا ده فيلهاردون Geoffroi de Villehardouin (1160 - 1213) ، مارشال شمبانيا الذي لم يقتصر عمله على ما اضطلع به من دور رئيسي في الأعمال السياسية والحربية المتصلة بالحرب الصليبية، بل إنه سجل تاريخها المعيب في مذكرات سترت معايبها، وكانت بداية النثر الفرنسي الأدبي. وجاء معظم الصليبيين من فرنسا كما جرت بذلك عادتها؛ وكان قد طلب إلى كل رجل أن يأتي معه بقدر من المال يتفق مع موارده حتى يتجمع للحملة مبلغ الـ 85. 000 مارك التي لابد من أدائها للبندقية تنفيذاً للشروط المتفق عليها معها. ونقص المبلغ المتجمع عن الواجب أداؤه