قصه الحضاره (صفحة 5187)

يمنعان كل عامل يؤدي إلى المركزية حتى أيام بسمارك، ويضعفان قوة ذلك الشعب الذي يعاني الأمرين من جرّاء انحصاره بين أعدائه من جهة وبين جبال الألب والبحر من جهة أخرى. وأقامت معاهدة فردون (843) في واقع الأمر لويس أولدفج Ludwgi حفيد شارلمان أول ملك على ألمانيا، وأضافت معاهدة مرسن Mersen (870) إلى أملاكه بلاداً جديدة، وحددت ألمانيا بأنها الأرض المحصورة بين نهري الرين والإلب، تضاف إليها أجزاء من اللورين Lorrafne، وأسقفيات مينز، وورمز، واسبير Speyer. وكان لويس حاكماً وسياسياً من الطراز الأول، غير أنه له ثلاثة أولاد، قسمت مملكته بينهم جميعاً بعد وفاته، وضربت الفوضى أطنابها في أنحاء البلاد عشر سنين أغار فيها الشماليون على مدائن الرين، واختير بعدها آرنلف صلى الله عليه وسلمrnulf، وابن غير شرعي لكارلومان Carloman ابن لويس، ملكاً على "فرنسيا الشرقية Wast Francia" (887) ورد الغزاة على أعقابهم. ولكن لويس "الطفل" (899 - 911) الذي خلفه على العرش كان أصغر وأضعف من أن يصد المجر الذين اجتاحوا بافاريا (900) وكارنثيا (901)، وسكسونيا (906)، وثورنجيا (908)، وأليمانيا صلى الله عليه وسلمlemannia (909) ؛ وعجزت الحكومة المركزية عن حماية هذه الولايات، فكان على كل واحدة منها أن تدافع عن نفسها. وجهز أدواق الولايات ما يحتاجونه من الجيوش بأن أقطعوا أتباعهم الأرض نظير قيامهم بالخدمة العسكرية، ونال الأدواق بفضل الجيوش المؤلفة على هذا النحو استقلالهم الفعلي عن التاج، وأنشئوا ألمانيا الإقطاعية. ولما مات لويس رفع الأعيان وكبار رجال الدين كنراد الأول دوق فرنكونيا (911 - 918) على عرش البلاد، وكانوا قد نجحوا في أن يكون لهم هم حق اختيار الملك. وأنهك كنراد قواه في النزاع مع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015