قصه الحضاره (صفحة 5158)

عام 520 كانت تضم 3000 طالب (إذا أخذنا بأقوال المؤرخين المشايعين لوطنهم (37))؛ ومدارس أخرى في كلنماكنويس Clonmacnois (544) ، وكلنفرت Clonfert (550) ، وبنجور رضي الله عنهangor (560) . وكان عدد غير قليل من هذه المدارس يعد للطلاّب مناهج تستمر أثني عشر عاماً تؤدي إلى درجة الدكتوراه في الفلسفة، وتشمل دراسات للكتاب المقدس، وأصول الدين، والآداب اللاتينية واليونانية القديمة، ونحو اللغة الجيلية وآدابها، وعلوم الرياضة والهيئة، والتاريخ والموسيقى، والطب والقانون (38). وكان ينفق على فقراء الطلبة ممن لا يستطيع آباؤهم أن يعولوهم من الأموال العامة، لأن كثرة الطلبة كانت تعد نفسها لخدمة الدين، ولهذا لم يكن الأيرلنديون يضنون بأي بذل في سبيل إعداد الطلاب لهذه المهنة. وظلت هذه المدارس تدرس اللغة اليونانية بعد أن كاد العلم بهذه اللغة يختفي من أوربا الغربية بزمن طويل. وقد درس ألكوين في مدرسة كلنما كنويس، وفي أيرلندة تعلم جون اسكوتس إرجينا John Scotus صلى الله عليه وسلمrigena اللسان اليوناني الذي جعله موضع إعجاب شارل الأصلع في فرنسا.

وكان مزاج هذا العصر وآدابه يساعدان على نشأة الأقاصيص والروايات الغرامية، لكن بعض العقول كانت تتجه إلى العلوم الطبيعية في أماكن متفرقة من البلاد، نذكر من أصحاب هذه العقول دنجال عز وجلungal العالم الفلكي، وفرجيل Fergil العالم في الهندسة النظرية الذي علم قومه أن الأرض كروية، ودكويل عز وجلicuil العالم الجغرافي الذي أعلن كشف أيسلندة على أيدي الرهبان الأيرلنديين في عام 795؛ والذي أوضح شد الضوء في منتصف ليالي الصيف الأيرلندي بقوله إن في وسع الإنسان أن يجد وقتئذ من الضوء ما يمكنه من تنقية البراغيث من قميصه (39). وكان النحويين كثيري العدد، ويكفي سبباً لهذه الكثرة أن علم العروض في أيرلندة كان في ذلك الوقت أكثر تعقيداً منه في أي مكان آخر. كذلك كان الشعراء كثيرين، وكانت لهم في المجتمع منزلة عالية،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015