قصه الحضاره (صفحة 5079)

الغربي تاريخها "بسانكو السمين Sancho the Fat" الذي بلغ من البدانة درجة لم يكن يستطيع معها السير إلا متكئاً على تابع له. ولما خلعه الأشراف لجأ إلى قرطبة حيث شفاه حسداي بن شبروط الطبيب اليهودي الشهير من شحمه، ثم عاد سانكو إلى ليون يميس كما يميس دن كيشوت، واسترد عرشه (959) (14). وسميت قشتالة بهذا الاسم نسبة إلى قلعتها (كاستل Castle) . وكانت تواجه الأندلس الإسلامية وتقضي حياتها تتأهب للحرب. وفي عام 930 رفض فرسانها أن يظلوا طائعين لملوك أستورياس أوليون وأقاموا دولة مستقلة اتخذوا برغوس رضي الله عنهurgos عاصمة لها. وضم فرنندو الأول (1035 - 1065) ليون وجليقة إلى قشتالة، وأرغم أميري طليطلة وأشبيلية على أن يعطوه جزية سنوية، ثم فعل ما فعله سانكو العظيم فأفسد جهوده بتقسيم مملكته بين أبنائه الثلاثة؛ وقد واصل هؤلاء بكل ما وهبوا من حماسة ما طبع عليه ملوك أسبانيا المسيحيون من تطاحن وحروب يقتل فيها الاخوة بعضهم بعضاً.

وأبقى الفقر الزراعي والتمزق السياسي أسبانيا المسيحية متأخرة أشد التأخر عن منافسيها المسلمين في الجنوب ومنافسيها الفرنجة في الشمال في نِعم الحضارة وفنونها. ولم تكن الوحدة في داخل كل مملكة من ممالكها الصغيرة إلا سحابة صيف لا تكاد تبدو حتى تنقشع؛ فكان النبلاء يتجاهلون الملوك إلا في أوقات الحرب، ويحكمون من عندهم من رقيق الأرض والعبيد حكم سادة الإقطاع؛ وكان رجال الكنيسة يؤلفون طبقة ثانية من الأشراف، فكان الأساقفة هم أيضاً يمتلكون رقيق الأرض والعبيد، ويتولون قيادة جندهم في الحرب، ويتجاهلون البابوات في العادة، ويحكمون المسيحيين الأسبان حكماً يكاد يجعل منهم كنيسة مستقلة. واجتمع نبلاء ليون وأساقفتها عام 1020 في مجالس قومية وأخذوا يشرعون لمملكة ليون كما تشرع مجالس النواب. وأصدر مجلس ليون مرسوماً يمنح تلك المدينة الحكم الذاتي، فجعلها بذلك أول مدينة تحكم نفسها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015