قصه الحضاره (صفحة 5064)

2 - النورمان في إيطاليا

1036 - 1085

وتركت إيطاليا الآن تعاني الانقسام والحكم الأجنبي مدى ألف عام، لن نعني بتسجيل تفاصيل حوادثها. وحسبنا أن نقول إن النورمان شرعوا في 1036 يفتحون إيطاليا الجنوبية وينتزعونها من الدولة البيزنطية. ذلك أنه كان من عادة أشراف نورمنديا أن يوزعوا أراضيهم على أبنائهم بالتساوي كما يفعل الفرنسيون في هذه الأيام، وكانت نتيجة هذا القانون في نورمنديا أن تجزأت أملاك الأسر في العصور الوسطى إلى ملكيات صغيرة على حين أن نتيجته في فرنسا هي وجود أسر صغيرة. ولم يكن النورمان راغبين في حياة الفقر الهادئة، وكانوا إلى هذا لا يزالون يذكرون ما طبع عليه آباؤهم أهل الشمال من حب المغامرة والسلب والنهب، ولهذا أجَّر بعض شداد النورمان أنفسهم إلى أدواق إيطاليا الجنوبية المتنافسين المتنازعين، وأظهروا ضروباً من البسالة في حروبهم إلى جانب بنفنتو، وسلرنو، ونابلي، وكبوا، وإلى جانب أعدائها، وأعطوا مدينة أفرسا صلى الله عليه وسلمversa جزاء لهم على أعمالهم وترامى إلى مسامع غيرهم من شباب النورمان المتحمسين أن الأراضي تكسب بضربة أو ضربتين من سواعدهم، فغادروا نورمنديا إلى إيطاليا. وسرعان ما أصبح من فيها من النورمان كثرة تستطيع أن تقاتل لحسابها، ولم يحل عام 1053 حتى أنشأ أجرأهم ربرت جوسكارد Robert Guiscard ( أي العاقل أو الماكر) مملكة نورمندية في إيطاليا الجنوبية. وكان ربرت هذا يتصف بكل الصفات التي تخلعها الأساطير على الأبطال. وكان أطول من جميع جنوده، وكان قوي الساعدين، صلب الرأي، جميل المحيا، أشقر الشعر، أصهب اللحية، فخم الثياب، سخي اليد ينثر الذهب نثراً، قاسياً في بعض الأحيان، وباسلاً على الدوام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015