قصه الحضاره (صفحة 5046)

الفصل السادس

البلقان

(558 - 1075)

على بعد بضعة أميال لا أكثر في شمال القسطنطينية بحر مضطرب من خلائق الآداب ويحبون الحرب بنصف قلوبهم. ولم تكد موجة الهون تتراجع حتى أقبلت من التركستان خلائق أخرى جديدة تمت إليهم بصلة الدم يدعون الآفار مخترقين جنوبي الروسيا (558) واسترقوا جموعاً من الصقالبة، وأغاروا على ألمانيا حتى نهر الألب (562)، ودفعوا اللمبارد أمامهم إلى إيطاليا (568)، وعاثوا في بلاد البلقان فساداً حتى كاد ينمحي منها سكانها الذين ينطقون باللغة اللاتينية. وبسط الآفار سلطانهم في وقت ما على البلاد الممتدة من البحر البلطي إلى البحر الأسود، وحاصروا القسطنطينية في عام 626 وكادوا يستولون عليها؛ وكان عجزهم عن ذلك بداية اضمحلالهم؛ فغلبهم شارلمان على أمرهم في عام 805، وما لبثوا أن امتصهم البلغار والصقالبة شيئاً فشيئاً.

وكان البلغار، وهم في أصلهم خليط من الدم الهوني، والأجري Ugrian والتركي، يكونون قبل ذلك الوقت جزءاً من إمبراطورية الهون في روسيا؛ وأقام فرع منهم بعد موت أتلا صلى الله عليه وسلمtilla مملكة لهم-"بلغاريا القديمة"-على ضفاف نهر الفلجا Volga حول مدينة قازان الحالية. وأثرت عاصمتهم بلغار رضي الله عنهolgar من التجارة النهرية، وظلت مزدهرة حتى خربها التتار في القرن الثالث عشر. وهاجر فرع آخر منهم في القرن الخامس نحو الجنوب الغربي إلى وادي الدن عز وجلon ـ، وعبرت إحدى قبائل هذا الفرع، وهي قبيلة اليوتجر Uitgurs، نهر الدانوب (679)، وأسست مملكة بلغارية ثانية في موئيزيا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015