قصه الحضاره (صفحة 4945)

ونبذ إنوسنت الرابع (1247) القصة القائلة بأن من شعائر اليهود ذبح أطفال المسيحيين وقال:

لقد ابتدع بعض القساوسة، والأمراء، والنبلاء، وكبار الأشراف ... أساليب تتنافى مع الدين ضد اليهود خداعاً منهم وتضليلاً، فحرموهم بلا حق من أملاكهم قوة واقتداراً، واستولوا عليها لأنفسهم، واتهموهم زوراً وبهتاناً بأنهم يقتسمون فيما بينهم في يوم عيد الفصح اليهودي، قلب غلام مذبوح ... والحق أنهم في حقدهم يعزون إلى اليهود كل حادث قتل أياً كان المكان الذي يقع فيه. وبسبب هذه التهم المختلفة وأمثالها تمتلئ قلوبهم غلاً على اليهود، فينهبون أموالهم ... ويضطهدونهم بتجويعهم وسجنهم، وتعذيبهم، وإيذائهم بغير تلك الوسائل، ويقضون عليهم أحياناً بالإعدام، وبذلك أصبحت حال اليهود أسوأ مما كان عليه آباؤهم تحت حكم الفراعنة، وإن كانوا يعيشون الآن تحت حكم أمراء مسيحيين. وهم لهذا يضطرون إلى مغادرة البلاد التي عاش فيها آباؤهم من أقدم العهود التي يذكرها الإنسان. وإذ كان يسرنا ألا يلحقهم أذى، فإنا نأمركم أن تعاملوهم معاملة ودية رقيقة؛ فإذا وصل إلى علمكم نبأ اعتداء ظالم وقع عليهم، فردوا عنهم ما لحقهم من أذى، ولا تسمحوا بأن يصيبهم مثل هذا الظلم في المستقبل (137).

غير أن هذه الدعوة النبيلة لم تلق إلا أذناً صماء، واضطر جريجوري العاشر في عام 1272 أن يكرر ما جاء فيها من تنديد بقصة قتل أطفال المسيحيين استجابة لبعض الشعائر الدينية اليهودية، وأراد أن يزيد أقواله قوة وتأثيراً فقرر ألا تقبل شهادة مسيحي على يهودي إلا إذا عززها يهودي. وإن ما أصدره البابوات بعد هذا العهد حتى عام 1763 من أوامر مماثلة لهذا الأمر ليشهد بما كانت تمتلئ به قلوب البابوات من شفقة وإنسانية كما تشهد بأن هذا الشر لم تجتث جذوره. ومما يدل على أن البابوات كانوا مخلصين في دعوتهم ما كان يستمتع به اليهود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015