قصه الحضاره (صفحة 4942)

الدينية أن اليهود عنصر نافع في الأعمال التجارية والمالية فأولتهم حمايتها في بعض الأوقات؛ وإذا كانت دولة من الدول قد قيدت حركات اليهود أو أخرجتهم من بلادها فقد كان سبب ذلك في بعض الأحيان أنها لم يعد في مقدورها أن تحميهم من التعصب والعدوان (124).

وكان موقف الكنيسة من هذه الأحداث يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة. ففي إيطاليا كانت تحمي اليهود بوصفهم "حراس الشريعة" الواردة في العهد القديم وبوصفهم شهدوا أحياء على صحة الكتاب المقدس من الوجهة التاريخية وعلى "غضب الله". لكن مجالس الكنيسة كانت من حين إلى حين تعمل على زيادة متاعب الحياة اليهودية، وكثيراً ما كان يصدر عنها ذلك بحسن نية، وقلّما كانت تعتمد في عملها هذا على ما لها من سلطان عام. من ذلك أن قانون ثيودوسيوس Thedosian Code (439) ، ومجلس كليرمنت Clermont (535) ، ومجلس طليطلة (589) كلها حرمت تعيين اليهود في المناصب التي من حق شاغلها أن يوقع عقوبة على المسيحيين. وأمر مجلس أورليان Orleans (538) جميع اليهود ألا يخرجوا من بيوتهم طوال الأسبوع المقدس، ولعل ذلك الأمر كان يقصد به حمايتهم، وحرم استخدامهم في المناصب العامة. وحرم مجلس لاتران Lateran الثالث (1179) على القابلات أو المرضعات المسيحيات أن يخدمن اليهود، وندد مجلس بزيير رضي الله عنهeziers (1246) باستخدام المسيحيين أطباء من اليهود؛ ورد مجلس أفنيون صلى الله عليه وسلمvignon (1209) على قوانين الطهارة اليهودية بتحذير "اليهود والعاهرات" من لمس الخبز أو الفاكهة المعروضة للبيع؛ وأعاد القوانين الكنسية الصادرة بتحريم استئجار اليهود الخدم المسيحيين، وحذر المؤمنين من تبادل الخدمات مع اليهود، وأمر بتجنبهم لنجاستهم (125). وأعلنت بعض المجالس إلغاء كل زواج بين المسيحيين واليهود، وأحرق شماس في عام 1222 على القائمة الخشبية لأنه اعتنق الدين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015