قصه الحضاره (صفحة 4836)

جديدة وإن أجيز لهم أن يصلحوا ما يحتاج منها إلى الإصلاح؛ ولم يكن يجوز لهم أن يظهروا الصليب في خارج الكنائس، أو يدقوا نواقيسها؛ ولم يكن أبناء غير مسلمين يقبلون في المدارس الإسلامية، ولكن كان في وسع غير المسلمين أن ينشئوا لأبنائهم مدارس خاصة لهم. كان هذا كله هو ما يجب إتباعه من الوجهة النظرية، ولكنه لم يكن ينفذ على الدوام. ولا تزال هذه هي النصوص الحرفية للشريعة الإسلامية إن لم تكن هي المعمول بها على الدوام (92) (?). ومع هذا فقد كان في بغداد وحدها في القرن العاشر 45. 000 مسيحي (93)، وكانت جنائز المسيحيين تسير في الشوارع دون أن يتعرض لها أحد (94)، وظل المسلمون على الدوام يحتجون على استخدام المسيحيين واليهود في المناصب العليا؛ ولقد كان صلاح الدين، في ثورة الحرب الصليبية وحدتها وما أوجدته في النفوس من أحقاد، كريماً رحيماً بمن في دولته من المسيحيين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015