قصه الحضاره (صفحة 4799)

الآن مسيحياً في بنائه، ولكنه يغلب على نمطه وصنعه الطراز الإسلامي أو الإسلامي-المسيحي.

وأبو يعقوب يوسف الذي بدأ "القصر" هو نفسه الذي شاد في عام 1171 مسجد إشبيلية العظيم الذي لم يبقَ منه شيء في هذه الأيام. وقد أقام جابر المهندس في عام 1196 مأذنة هذا المسجد الفخمة المعروفة عند الغربيين باسم الخردلة، ثم حول المسيحيون الفاتحون هذا المسجد إلى كنيسة (1235)؛ ثم هدمت هذه الكنيسة في عام 1401، وأقيمت مكانها كنيسة إشبيلية الكبرى، وكان مما استخدم في بنائها مواد المسجد نفسه. والجزء الأدنى من الخرلدة إلى ارتفاع 230 قدماً هو نفس بناء المأذنة الأصلية، أما الاثنتان والثمانون قدماً الباقية فقد أضافها إليها المسيحيون (1568)، وحرصوا أن تكون متناسقة كل التناسق مع قاعدة المأذنة الإسلامية. والثلثان الأعليان من البناء كثير الزخارف، وفيهما شرفات مقنطرة ذات واجهات متشابكة من الجص والحجر؛ وفي أعلاها تمثال من البرونز للإيمان (1568) ولكنه لا يكاد يمثل مزاج أسبانيا الديني غير المتقلب لأنه يدور مع الريح، ومن هنا اشتق لفظ جير لدا-أي الذي يدور-الأسباني من جيرا Gira. وقد أقام المسلمون في مدينتي مراكش (1569) ورباط (1197) أبراجاً لا تكاد تقل جمالاً عن هذا البرج.

وفي غرناطة أمر محمد بن الأحمر (1232 - 1273) في عام 1248 بتشييد أعظم صرح في الأندلس الإسلامية على بكرة أبيها، ونعني به قصر الحمراء الشهير. وكان الموقع الذي اختير لتشييده عليه قمة جبلية شامخة تحيط بها أخاديد عميقة وتشرف على نهري الدارو عز وجلarro والجنيل Genil. وقد وجد الأمير في هذا الموضع حصناً يعرف بحصن الكذابة صلى الله عليه وسلمcazabs يرجع تاريخه إلى القرن التاسع الميلادي، فأضاف إليه أبنية جديدة وأقام الأسوار الخارجية للحمراء وأقدم قصورها ونقش على كل جزء من أجزائها شعاره المتواضع "لا غالب إلا الله". وقد أضيفت إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015