قصه الحضاره (صفحة 4782)

وسيق المعتمد أسير حرب إلى طنجة، وتلقى وهو فيها رسالة من أحد شعرائها وهو الحصري حَوت أبياتاً من الشعر يثني فيها عليه ويسأله العطاء. ولم يكن الأمير المغلوب على أمره يملك من متاع الدنيا في ذلك الوقت أكثر من خمسة وثلاثين ديناراً بعث بها إلى الحصري وأعتذر له عن قلتها (?). ثم نقل المعتمد إلى أغمات القريبة من مدينة مراكش وعاش فيها بعض الوقت مكبلاً بالأغلال، فقيراً معدماً، ولم ينقطع عن قول الشعر حتى مماته (1095). ومن قصائده قصيدة خليقة بأن تنقش على قبره:

أرى الدنيا الدنية لا تواتى فأجمل في التصرف والطلاب

ولا يغررك منها حسن برد له علمان من ذهب الذهاب

فأولها رجاء من سرابٍ وآخرها رداء من تراب (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015