قصه الحضاره (صفحة 4623)

خراج مصر في تشييد عدة صروح تعرف عند المسلمين باسم الحرم الشريف، وشيد في الطرف الجنوبي من المدينة (691 - 694) المسجد الأقصى. وقد دمر زلزال هذا المسجد في عام 746، ثم أعيد بناؤه في عام 785، وأدخلت عليه فيما بعد تعديلات كثيرة، ولكن القبلة لا تزال كما كانت في أيام عبد الملك، كما أن معظم العمد مأخوذ باسلقا جستنيان التي كانت قائمة في أورشليم. ويرى المقدسي أن بيت المقدس أجمل من المسجد الأموي العظيم المقام في دمشق، ويقول المسلمون إن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد التقى فيهِ بإبراهيم، وموسى، وعيسى، وأنه صلى فيه معهم، وانه رأى بالقرب منه الصخرة (التي يعتقد بنو إسرائيل أنها سرة الدنيا) والتي أراد إبراهيم أن يضحي عندها بإسحق (?)، والتي تلقى عندها موسى تابوت العهد، والتي شاد عندها سليمان وهيرود هيكلهما. ويعتقد بعض المسلمون أن النبي صعد عندها إلى السماء، وأن الإنسان لو أوتي إيماناً قوياً لأبصر في الصخرة أثار قدميه. ولما أن استولى عبد الله بن الزبير على مكة في عام 684 وعلى ما يدخل فيها من إيراد الحج أراد عبد الملك أن يجتذب إلى الشام أموال الحج، وأن يحج الناس إلى الصخرة بدل أن يحجوا إلى الكعبة، فأقام صناعه على هذا الحجر التاريخي (691) "قبة الصخرة" الشهيرة على الطراز البيزنطي-السوري، وسرعان ما أضحت هذه القبة "رابعة عجائب العالم الإسلامي" (والثلاث الأخرى هي مساجد مكة والمدينة ودمشق). ولم يكن هذا البناء في أول امره مسجداً، بل كان حرماً مقدساً حول الصخرة؛ وقد أخطأ الصليبيون مرتين حين أطلقوا عليه اسم "مسجد عمر". ويبلغ ارتفاع القبة 112 قدماً، وهي قائمة على بناء ذي ثمانية أضلاع مشيد من الحجارة المربعة. ويبلغ محيط هذا البناء 528 قدماً. والقبة نفسها مصنوعة من الخشب ومغطاة من الخارج بالنحاس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015