قصه الحضاره (صفحة 4596)

مكة مسيرة سبع ساعات- وهم يستمعون إلى خطبة تدوم ثلاث ساعات (?)، ثم يقفون وهم عائدون في منتصف الطريق ويقضون ليلة في المزدلفة، وفي اليوم الثامن يهرعون إلى منى ويرمون بالجمرات ثلاث علامات أو ثلاث أعمدة، اعتقاداً منهم أن إبراهيم قد رجم الشيطان بهذه الطريقة حينما حاول أن يثنيه عن ذبح ولده ... وفي اليوم الثامن يضحون بحمل أو جمل أو غيرهما من الماشية ذات القرون، ويأكلون بعض لحومها ويوزعون الصدقات (?)، وهذا الحفل هو أهم شعائر الحج ويحيون به ما فعله النبي نفسه في مثل ذلك الوقت من حياته، والمسلمون في جميع أنحاء العالم يحتفلون بعيد الأضحى فينحرون الذبائح في مثل هذا اليوم العاشر من شهر ذي الحجة ويوزعون اللحوم والصدقات تقرباً لله. وبعد هذا يحلق الحجاج شعورهم ويقصون أظافرهم ويدفنون هذه البقايا في الرمال، وبذلك ينتهي الحج الأكبر، ولكن الحجاج في العادة يزورون الكعبة مرة أخرى قبل أن يعودوا إلى مخيم القافلة. وهناك يعودون إلى حالتهم الأولى ويلبسون ثيابهم العادية ويبدءون رحلتهم الطويلة إلى أوطانهم مطمئني البال فخورين بما وفقوا إليه من عمل صالح.

ولهذه الفريضة العظيمة أغراض وفوائد كثيرة. فهي تقوي إيمان المسلمين واستمساكهم بدينهم، وتمكن الصلة بهذا العمل العاطفي الجماعي بين المسلم ودينه وبينه وبين إخوانه المؤمنين، شأنها في هذا شأن حج اليهود إلى أورشليم، وحج المسيحيين إلى هذه المدينة وإلى روما. فالحج وما ينطوي عليه من مناسك التقى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015