قصه الحضاره (صفحة 4586)

إنه لو كان حياً في زمان النبي لما تركه يطأ الأرض بقدمه المباركة ولحمله على كتفيه أينما أراد.

والمسلمون الصالحون لا يطيعون ما ورد في القرآن وحده، بل يعملون أيضاً بالأحاديث والسنن النبوية التي احتفظ بها علماؤهم على مر الأجيال والقرون. ذلك أن المسلمين قد يواجهوا على مر الزمن مسائل خاصة بالعقائد، والعبادات، والأخلاق، والتشريع، لا يجدون لها جواباً صريحاً في القرآن. كذلك وردت في القرآن آيات متشابهات يخفى معناها على كثير من العقول وتحتاج إلى إيضاح. ولهذا كان من المفيد أن يعرف المسلمون ما فعله النبي أو الصحابة وما قالوه في أمثال هذه الموضوعات. ومن أجل ذلك وجه بعض المسلمين عنايتهم إلى جمع هذه الأحاديث، وامتنعوا عن تدوينها في القرن الأول من الهجرة (?). وأنشئوا مدارس لحديث في مختلف المدن يلقون فيها دروساً عامة في الحديث والسنن النبوية، ولم يكن من غير المألوف أن يسافر الواحد منهم من الأندلس إلى بلاد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015