لنا سبيل الحصول على المراجع أعظم تيسير. فهؤلاء جميعاً أقدم خالص الشكر عن نفسي وعن القراء. وإذا كان قد فاتنا شيء من هذه الناحية فإنا نعتذر عنه مقدماً ونتقبل شاكرين ما يهدينا إليه القراء لنتداركه في الطبعة الثانية إن شاء الله، وعذرنا أننا بذلنا كل ما نستطيع من جهد للوصول إلى الحقيقة كاملة، ونقول كما يقول ابن خلكان، والتمثيل مع الفارق بطبيعة الحال: "فمن وقف على هذا الكتاب من أهل العلم ورأى فيه شيئاً من الخلل فلا يعمل بالمؤاخذة فيه، فإني توخيت فيه الصحة حسبما ظهر لي، مع أنه كما يقال:
أبي الله أن يصح إلا كتابه. ولكن هذا جهد المقل، وبذل الاستطاعة، وما يكلف الإنسان إلا ما تصل قدرته إليه، وفوق كل ذي علم عليم ... والله يستر عيوبنا بكرمه الضافي، ولا يكدر علينا ما منحنا من مشرع عظاته النمير الصافي إن شاء الله تعالى بمنه وكرمه".
هذا وسيرى القارئ أن المؤلف قد أنصف الحضارة الإسلامية فشاد بفضلها وأوضح ما كان لها من أثر خالد في حضارة أوربا والعالم أجمع وما يدين به العالم الحديث لهذه الحضارة، ثم هو يعتذر في آخر هذا الجزء عن تقصيره في هذه الناحية. وكان لا بد له أن يمهد لوصفه تلك الحضارة بفصول عن باعثها عليه الصلاة والسلام وعن القرآن والدين، ولم تفته الإشادة بمحاسنه وفضائله. على أننا لم نشأ أن نترك هذه الفصول كما هي لما عساه أن يكون فيها من أخطاء أو سوء فهم أو نستقل برأينا فيها، فعرضنا الأمر على الإدارة الثقافية لجامعة الدول العربية فعهدت إلى الأستاذ الجليل الدكتور محمد يوسف موسى أن يعلق على هذه الفصول فكتب التعليق القيم الوارد في هوامشها والذي ذيل باسمه (ي). وقد أضفنا نحن من عندنا تعليقات أخرى على هذه الأجزاء وعلى سائر فصول الكتاب ذيلناها بلفظ (المترجم).