بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله (وبعد) فهذا هو الجزء الخاص بالحضارة الإسلامية من المجلد الرابع من قصة الحضارة، وهو المجلد المسمى "عصر الإيمان"، وقد عاينا في ترجمة من الصعاب ما لم نعانه في سائر ما ترجمناه حتى الآن من أجزاء الكتاب البالغ عددها نحو عشرين جزءاً ما طبع منها وما لم يطبع. ذلك أن المؤلف قد نقل الشيء الكثير عن المؤرخين، والأدباء والشعراء، والعلماء، ورجال الدين، والفلاسفة، والمتصوفة، والحكماء. فليس في الكتاب صفحة تخلو من نص منقول عن واحد من هؤلاء، وقد يكون في الصفحة الواحدة ما لا يقل عن عشرة نصوص. هذا إلى ما ورد فيه من أسماء هؤلاء جميعاً وأسماء مؤلفاتهم، وبلدانهم، وأصدقائهم، والملوك، والسلاطين، والأمراء، والوزراء الذي اتصلوا بهم؛ وكان لا بد لنا أن نرجع في هذا كله إلى المصادر العربية وترجمتها الأجنبية التي نقل عنها المؤلف وأشار إلى بعضها ولم يشر إلى البعض الآخر، فكان علينا نحن أن نبحث عن أسماء لمصادر أولاً ثم عن النصوص بعدئذ.
على أن هذا ليس هو كل شيء، فقد كانت أسماء من نقل عنهم ترد أحياناً محرفة تحريفاً يتطلب تصحيحه الكثير من الجهد. وكم من نص نسب إلى غير قائله لخطأ في المراجع التي نقل عنها المؤلف، كالأبيات التي يعزوها نقلاً عن أمين الريحاني لأبي العلاء المعري وليست هي له بل من أقوال محي الدين بن عربي، والتي كان علينا أن نتصل من أجلها بنيويورك لنبحث فيها عن نسخة