قصه الحضاره (صفحة 4456)

من أنصاف عمد مربعة مسندة من الحجارة الثقيلة وملتصقة بالبناء. ذلك طراز معماري يختلف كل الاختلاف عن الطراز القديم ذي العمد الذي كان في برسبوليس -وهو طراز فج سمج غير ظريف ولكنه قد استخدمت منه أشكال بلغت كمالها في كنيسة أياصوفيا متى أقامها جستنيان.

وهناك غير بعيد من هذا الأثر عند سروستان أثر آخر شبيه به وهو مثله لا يعرف تاريخه ويتكون من واجهة ذات ثلاثة أقواس، وبهو أوسط كبير، وحرات واسعة تعلوها قباب بيضية الشكل، وأقواس دائرية، وأنصاف قباب لتقوية البناء. وليس ببعيد أن تكون الدعامات الهيكلية التي يسميها المهندسون بالدعامات "الطائرة" المعروفة في الهندسة القوطية قد تطورت من هذه الأنصاف القباب بأن أزيل منها الهيكل الخارجي الذي تستند إليه (51).

وإلى الشمال الغربي من مدينة السوس توجد بقايا قصر خرب آخر يعرف بالإيواني خارقه، وهو أقدم مثل معروف للعقود المستعرضة ذات أضلاع تخترقه من جانب إلى آخر (52). لكن أروع الآثار الساسانية كلها وأعظمها تأثيراً في النفس، أثر بعث لضخامته الرهبة في قلوب العرب الفاتحين وهو القصر الملكي في طيسفون وهو الذي يسميه العرب طاق كسرى (الأول). وربما كان هو البناء الذي وصفه في عام 638 مؤرخ يوناني قال عنه إن جستنيان "بعث إلى كسرى برخام يوناني وصناع مهرة شادوا له قصراً على الطراز الروماني غير بعيد من طيسفون" (53). وقد تهدم جناحه الشمالي في عام 1888؛ وزالت منه القبة؛ لكن جدرانه الثلاثة الضخمة ترتفع إلى مائة قدم وخمسة أقدام، وتنقسم واجهة البناء أفقياً إلى خمس بوائك مسدودة وفي البناء عقد عال أوسط -وهو أعلى العقود الأهليلجية المعروفة وأوسعها، إذ يبلغ ارتفاعه 85 قدماً وعرضه 72 - يؤدي إلى بهو طوله 115 قدماً وعرضه 75، لقد كان الملوك الساسانيون مولعين بالحجرات الواسعة. وهذه الواجهات المخربة تحاكي الواجهات الرومانية التي لا تبلغ درجة كبرى من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015