قصه الحضاره (صفحة 4399)

والقسطنطينية، وإنطاكية؛ وكانت هذه الجامعات تتخصص على التوالي في تعليم الطب، والفلسفة، والأدب، والبلاغة. وجمع أريباسيوس Oribasius البرجمومي (حوالي عام 325 - 403) طبيب يوليان موسوعة طبية مؤلفة من سبعين "كتاباً"؛ وألف إيتيوس الأميدي صلى الله عليه وسلمetius of صلى الله عليه وسلمmida طبيب البلاط في عهد جستنيان أخرى شبيهة بهذه الموسوعة تمتاز بأحسن ما في الطب القديم من تحليل لأمراض العين، والأذن، والأنف، والفم، والأسنان؛ وبفصول شيقة في تضخم الغدة الدرقية والصرع، والعمليات الجراحية من استئصال اللوز إلى جراحة البواسير. وكان الإسكندر التراليسي صلى الله عليه وسلمlexander of Tralles ( حوالي عام 525 - 605) أكثر مؤلفي الطب ابتكاراً في ذلك العهد: فقد وضع أسماء لكثير من الطفيليات المعوية المختلفة، ووصف اضطرابات القناة الهضمية وصفاً دقيقاً؛ وبحث في أمراض الرئتين وعلاجها بحثاً وافياً لا نظير له فيما سبقه من البحوث. وترجم كتابه المدرسي في علم الأمراض الباطنية العلاجي، إلى اللغات السريانية، والعربية، والعبرية، واللاتينية، وكان له في العالم المسيحي أثر لا يعلو عليه إلا أثر كتب أبقراط، وجالينوس، وسورانوس (15). ويقول أوغسطين إن تشريح الأجسام الآدمية كان مألوفاً في القرن الخامس (16). ثم طغت الخرافات على الطب شيئاً فشيئاً، فآمن معظم الأطباء بالتنجيم، وأشار بعضهم باستخدام طرق في العلاج تختلف باختلاف مواقع الكواكب (17). وكان مما أشار به إيتيوس لمنع الحمل أن تضع المرأة بالقرب من شرجها سن طفل (18)، وسبق مارسلوس في كتابه في الطب عز وجلeMedicamentis (395) المحدثين فأشار بلبس قدم أرنب (19). وكان للبغال حظ أحسن من حظ الآدميين؛ ذلك أن أحسن كتاب علمي في ذلك العهد هو كتاب فلافيوس الفجتيوسي Flavius Vegitius، (383 - 450) المعروف باسم: عز وجلigestorumartis Mulomedicinae Libri IV ويكاد هذا الكتاب أن يكون هو الأساس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015