قصه الحضاره (صفحة 4330)

2 - الفرنجة

340 - 511

أرخى ليل الهمجية سدوله على غالة بعد موت سيدويوس. على أننا ليس من حقنا أن نبالغ في ظلام هذا الليل. فقد ظل الناس في خلاله يحتفظون بمهاراتهم الاقتصادية، فكانوا يتجرون" ويسكون النقود، ويقرضون الشعر، ويشتغلون بالفن، وقد بلغت مملكة القوط الغربيين في جنوبي غالة الغربي أيام ملكيها أوريك صلى الله عليه وسلمuric (484 - 507) وألريك الثاني (484 - 507) درجة من النظام، والحضارة، والرقى، أطلقت لسان سيدونيوس نفسه بالثناء عليها (34). وفي عام 506 نشر أريك الثاني موجزاً من القوانين لمملكته، وكان دستوراً مستنيراً بالنسبة لغيره من دساتير ذلك الوقت، فقد كان يقرر العلاقة بيت السكان الرومان الغالبين والفاتحين على قواعد ثابتة قائمة على العقل. وسن ملوك برغندية في عام 510 دستوراً شبيها بهذا، وكان هؤلاء الملوك قد أسكنوا شعبهم في جنوبي غالة الشرقي وبسطوا سلطانهم على هذا الإقليم بطريق السلم، وظلت أوربا اللاتينية تحكمها الشرائع القوطية والبرغندية وشرائع الفرنجة التي لا تختلف عنهما كثيراً، حتى عادت الشرائع الرومانية إلى الوجود في بولونيا في القرن الحادي عشر الميلادي.

ويبدأ التاريخ يحدثنا عن الفرنجة في عام 240 حين هزمهم الإمبراطور أورليان بالقرب من مينز، واستقر الفرنجة الربواريون Ripuarian ( أي الشاطئيون) في بداية القرن الخامس من منحدرات الرين الغربية، واستولوا على كولوني (463)، واتخذوها عاصمة لهم، وبسطوا سلطانهم على وادي الرين من آخن صلى الله عليه وسلمechen إلى متز. وبقيت بعض قبائل الفرنجة على ضفة النهر الشرقية وأطلقوا اسمهم على فرنكونيا Franconia. وربما كان الفرنجة الساليون The Salic Franks

طور بواسطة نورين ميديا © 2015