ثلاثين إقليماً من أقاليم من الإمبراطوريّة حكماً يكاد يكون مستقلاً عن السلطة المركزية، وفي هذه المأساة المروعة، مأساة دولة عظيمة تتقطع أوصالها كانت الأسباب الداخلية هي العوامل الحقة الخفية، أما الغزاة البرابرة فلم يدخلوها إلا بعد أن فتح لهم ضعفها الأبواب وهيأ لهم السبل، وبعد أن أسلم ضعف الحكام الاحيائي، والخلقي، والاقتصادي، والسياسي، المسرح إلى الفوضى، واليأس، والاضمحلال.
ومن الأسباب الخارجية التي عجلت بسقوط الإمبراطوريّة الغربية توسع الهون أو الشى أونج - نو Hsiung. nu وهجرتهم في شمالي آسية الغربي. ذلك أنهم لما صدهم السور الصيني العظيم والجيوش الصينية في زحفهم نحو الشرق اتجهوا نحو الغرب حتى وصلوا في عام 355 إلى نهري الفاجا وجيحون. وضغطوا في زحفهم هذا على السرماتيين في الروسيا فاضطروهم إلى التحرك نحو البلقان؛ وتضايق القوط من هذا الزحف فتحركوا مرة أخرى على الحدود الرومانية، وسمح لهم بأن يعبروا الدانوب ويستوطنوا موئيزيا Moesia (376) ؛ ولما أساء الموظفون الرومان معاملتهم في هذه الولاية، ثاروا عليهم، وهزموا جيشاً رومانياً كبيراً عند أدريانوبل (أدرنه) (378) وهددوا في وقت ما القسطنطينية نفسها.
وفي عام 400 قاد ألريك صلى الله عليه وسلمlaric القوط الغربيين وعبر بهم جبال الألب وانقض على إيطاليا، وفي عام 410 استولوا على روما ونهبوها، وفي عام 429 قاد جيسيرك Gaiseric الواندال لفتح أسبانيا وأفريقية، وفي عام 455 استولوا هم أيضاً على روما ونهبوها، وفي عام 451 قاد أتلا صلى الله عليه وسلمtilla الهون وهجم بهم على غالة وإيطاليا، فهزموا عند شالون Chalons، ولكنهم إجتاحوا لمبارديا. وفي عام 472 عين قائد بانوبي اسمه أرستيز Orestes ابنه إمبراطوراً وسماه رميولس اوغسطولس Romulus صلى الله عليه وسلمugustulus؛