قصه الحضاره (صفحة 4115)

مكسمينس ومكسنتيوس للقضاء على ليسنيوس وقسطنطين، وائتمر الثانيان للقضاء على الأولين. ورأى قسطنطين أن يكون هو البادئ بالعمل، فعبر جبال الألب، وهزم جيشاً لعدويه قرب تورين Turin، وزحف على روما بسرعة مدهشة ونظام عسكري يذكّران الإنسان بزحف قيصر من الربيكون Rubicon، والتقى في السابع والعشرين من شهر أكتوبر عام 312 بقوى مكسنتيوس عند سكسا ربرا Saxa Rubra ( الصخور الحمراء) التي تبعد تسعة أميال عن روما جهة الشمال، وأفلح بخططه الحديثة الفائقة أن يرغم عدوه على أن يقاتل ونهر التيبر من ورائه، وليس له من طريق يسلكه إذا تقهقر إلا أن يعبر جسر ملفيوس (28) إن قسطنطين شاهد بعد ظهر اليوم الذي دارت فيه المعركة صليباً ملتهباً في السماء وعليه تلك العبارة اليونانية صلى الله عليه وسلمn touti mika ومعناها "بهذه العلامة أنتصر" (?).

وفي صباح اليوم الثاني - كما يقول يوسبيوس ولكتنيوس (31) رأى قسطنطين فيما يرى النائم أن صوتاً يأمره بأن يرسم جنوده حرف X على دروعهم وفي وسطه خط يقطعه وينثني حول أعلاه - علامة الصليب. فلما استيقظ من نومه صنع بما أمر وخاض المعركة خلف لواء "عرف من ذلك الوقت باسم اللبارم Labarum" رسم عليه الحرفان الأولان من لفظ المسيح يربطهما صليب. ولعل حقيقة الأمر أن قسطنطين رأى أن يربط حظه بحظ المسيحيين حين رأى مكستنيوس يرفع لواء مثراس أورليان، وهو لواء الشمس التي لا تقهر. وكان عدد جنوده المسيحيين وقتئذ كبيراً، وبهذا جعل هذه المعركة نقطة التحول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015